"مورسطان" تعالج قضايا المرأة في تونس.. "تحرش وعنف زوجي واغتصاب"
افتتح مهرجان أيام المسرح البلدي فعاليات دورته الثانية بعرض لفرقة مدينة تونس للمسرح بعنوان "مورسطان" (مشفى للأمراض العقلية).
و"مورسطان" هي كوميديا اجتماعية تطرح أهم عيوب المجتمع في شكل ساخر وكتب نصها جلال الدين السعدي، ومن إخراج البشير الدريسي، ويشارك بالتمثيل مجموعة من أهم وجوه المسرح في تونس: كوثر الباردي، وريم الزريبي، وإسلام الباجي، وجلال الدين السعدي.
وسبق هذا العرض الافتتاحي عروض تنشيطية متنوعة أمام المسرح البلدي وسط العاصمة تونس، وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان أيام المسرح البلدي تأسس سنة 2019، وتوقف عن النشاط لسنتين متتاليتين (2020 و2021) بسبب جائحة كورونا.
مسرحية "مورسطان" تعالج قضايا المرأة التي تعاني منها النساء في تونس رغم ترسانة التشريعات والقوانين في البلاد لتظهر أن العقلية الذكورية تتحكم في مصيرهن لتثور عن موروث ذكوري بائس همش المرأة التونسية.
تناولت المسرحية مشاكل عدة تعرضت لها المرأة في السنوات الأخيرة من تحرش وعنف جسدي واغتصاب وعنف زوجي وإهانة وعدم تمكينها من مواقع القرار في البلاد إضافة للنظرة الدونية في المجتمع المتمسك بتقاليد بالية، من وجهة نظر صناع العمل.
كما استعرضت قضايا حية وملموسة للمرأة مثل موت نساء فلاحات خلال رحلتهن من أجل لقمة العيش بعد صعودهن في شاحنات مثل الدواب للذهاب للعمل لتزهق أرواحهن بسبب التهميش والفقر والحاجة، كما يرى صناع العمل.
المسرحية عرت عيوب المجتمع التونسي التي يطرحها العمل على لسان أربع نساء تجمعن في مشفى أمراض عقلية لينتقدن بطريقة ساخرة صراعات المرأة التونسية التي تحاول إثبات ذاتها وفضح سلوكات مجتمعية رغم سطوة العقلية الذكورية.
رسالة إنسانية
وقالت كوثر الباردي بطلة العمل إن الرسالة من وراء هذا العمل الفني هو معالجة قضايا العنف ضد المرأة معربة عن سعادتها بالتعامل مع المخرج البشير الإدريسي بعد غياب.
وأضافت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المسرحية تنقد الوضع العام في البلاد إضافة لمعالجتها قضايا المرأة بطريقة ساخرة وكوميدية.
بدورها،قالت حكيمة الكعبي منسقة المهرجان إن هذه الدورة عادت بعد غياب، ما جعلها تعود بحماس كبير لدعم المشهد الفني في تونس.
وتابعت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" اأن المهرجان يتضمن ستة أعمال مسرحية تنتمي لفئة المسرح الجماعي التونسي.
وأكدت أنه من بين الأعمال المسرحية الأخرى المدرجة ضمن برنامج هذه الدورة: "في مديح الموت" للمخرج علي اليحياوي ومن إنتاج مركز الفنون الدرامية بتطاوين (جنوب) و"مملكة العشق" لشركة "بنادم" للإنتاج بتونس، و"الروبة" لحمادي الوهايبي وإنتاج مركز الفنون الدرامية بالقيروان (وسط)، ومسرحية "زوم" لمركز الفنون الدرامية بقفصة (جنوب).
وكشفت أن المهرجان يحتفي بأهم المسرحيين الذين فقدتهم الساحة الفنية في تونس وتركوا آثارا ملهمة ووهبوا حياتهم للمسرح والثقافة ولعل أبرزهم توفيق البحري ومكرم نصيب ومنيرة بن عرفة ودلندة عبدو.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز