ماريوبول الأوكرانية.. هذه قصة مدينة "الأسماء المتغيرة"
تغير اسمها مرات، ويرابط الروس على أطرافها، ويتقاسمون مع الأوكرانيين السيطرة على أراضيها، فيما ترفض كييف تسليمها لموسكو، فما قصتها؟
إنها مدينة ماريوبول المدينة الضاربة في جذور التاريخ، والواقعة شرق أوكرانيا، ورغم دخول القوات الروسية المبكر لأجزاء منها، فإن سقوطها ما زال عصي المنال، في ظل إصرار الموالين للرئيس فولوديمير زيلينسكي على عدم الخروج منها، فأصبحت مدينة مطوقة.
حصار ومهلة روسية
يقطنها بحسب بعض التقديرات الغربية نصف مليون نسمة، 400 ألف شخص منهم تحت الحصار حاليا، فيما تعتبر ماريوبول هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا لروسيا لموقعها الجغرافي، وأهميتها كمدينة ساحلية تقع شمال بحر آزوف؛ حيث أكبر ميناء على ضفاف البحر الأسود.
ماريوبول إحدى مدن دونيتسك؛ المعترف بها كجمهورية مستقلة من قبل موسكو، وهذا ما جعلها إحدى بؤر الحرب الساخنة، ما يفسر إصرار موسكو على إسقاطها، وتحديد مهلة انتهت أمس الإثنين للقوات الأوكرانية لتسليمها.
يعود تأسيس ماريوبول إلى قرون، واستوت كمدينة عام 1778، وأضحت مركزًا لتجارة الحبوب والمعادن والهندسة الثقيلة، ومن هنا لعبت دورًا رئيسيًا في الجانب الصناعي لأوكرانيا، ولا تزال للصناعة.
الأسماء المتغيرة
عام 1778 أطلق على المدينة اسم بافلوفسك أو بافلوغراد، وبعد عام أصبح اسمها ماريوبول، نسبة إلى "ماريا فيودوروفنا" قرينة الأمير بافل بيتروفيتش، أما "بول" فتعني المدينة باللغة اليونانية.
خلال الحرب العالمية الثانية احتلت ألمانيا النازية ماريوبول من 1941 وحتى 1989 وخلال هذا الوقت لحقت بالمدينة أضرار جسيمة وقُتل الكثير من الناس، لكن تم تحريرها من قبل الجيش الأحمر السوفيتي في سبتمبر/ أيلول 1943.
طوال الحقبة السوفيتية وتحديدا من عام 1948 إلى 1989 كان اسم المدينة جدانوف؛ اسم السياسي السوفيتي أندريه جدانوف الشهير وأحد القادة الشيوعيين، الذين أعيدت تسمية المدن احتفاء بهم.
لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي أعيد الاسم إلى ماريوبول، التي بقيت خارج "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنت الانفصال عام 2014، وتعرضت للهجوم عدة مرات منذ ذلك الحين، حتى تطويقها من قبل القوات الروسية في الهجوم الحالي على أوكرانيا...
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز