المسرح البلدي في تونس.. بريق لا ينطفئ
يشكل المسرح البلدي في تونس معلما تاريخيا ذا قيمة فنية ومعمارية كبيرة، وقد تأسس سنة 1902 وكان يطلق عليه كازينو تونس البلدي.
واعتبر مدير المسرح البلدي في تونس الفنان زهير الرايس أن بريق مسرحه لم ينطفئ وما زال ساطعا رغم إنشاء مدينة الثقافة التي تعد صرحا فنيا.
وصمم المسرح من قبل المعماري جان-اميل رسبلندي، وفقا لطراز "الفن الجديد" بطاقة استيعابية تصل إلى 1350 مقعدا، موزعة على 4 أقسام، وهي: المقاعد الأمامية والميزانين والمقصورة والأروقة.
وأشار الرايس في حديث مع "العين الإخبارية" إلى أن فكرة تأسيس المسرح البلدي تتمثل في احتضان العروض المسرحية والموسيقية والرقص والباليه والأوركسترا السيمفوني والفرق الوترية والطربية، لكن لا يسمح المسرح البلدي في تونس باحتضان عروض لفن" المزود"(موسيقى شعبية) والراب.
وأوضح أن استثناء هذين اللونين الموسيقيين يعود لأسباب تتعلق بالتصور العام الذي تأسس من أجله المسرح، فهو خلق للأعمال الأوبرالية الراقية فقط. وأكد الرايس أن المسرح البلدي يعمل أسبوعا كاملا ولا يرتاح سوى يوم واحد، هو يوم الإثنين، حيث يحتضن عروضا فنية ومسرحية متنوعة.
أسبوع المسرح البلدي
وانطلقت، الإثنين، فعاليات الدورة الثانية لأسبوع المسرح البلدي المهرجان بتونس برئاسة زهير الرايس، بعد توقّف هذه التظاهرة العام الماضي بسبب وباء كورونا.
وأشار الرايس إلى أن الدورة الأولى للمهرجان أقيمت عام 2020 فيما تم إلغاء المهرجان السنة الماضية بسبب تداعيات فيروس كورونا التي أضرت بالقطاع الثقافي، معبرا عن سعادته بعودة نشاط المسرح البلدي وعودة النفس الفني والجمهور إلى المدارج.
وعرضت مسرحية "موريسطان" في افتتاح المهرجان وهي من إنتاج فرقة مدينة تونس للمسرح "حكومية" وإخراج بشير الدريسي وأداء كوثر الباردي وريم الزريبي وجلال الدين السعدي وإسلام الباجي.
وتدور أحداث المسرحية في مستشفى للأمراض النفسية حيث تلتقي عدة شخصيات، لكلّ منها حكايتها ومأساتها مع الواقع والمجتمع، لكن تقديمها تمّ بأسلوب هزلي ساخر، وتراجيدي في محتواه.
و"الموريسطان" يُقصد به مشفى المجانين، وقد استعاره المخرج ليشبّه الفترة التي عرفتها تونس بعد ثورة 2011 بفترة "الموريسطان" وكأن البلاد تحوّلت منذ تلك الفترة إلى مستشفى كبير للمجانين بعد ما عرفته من أحداث مأساوية على المستوى الأمني أو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأوضح الرايس أنه سعيد بعودة المخرج المسرحي البشير الإدريسي بعد غياب لعدة سنوات وهو من المخرجين الكبار في فرقة مدينة تونس و"افتقدناه كثيرا في الفترة الماضية".
المسرح الجماعي
وأشار إلى أن هذه الدورة تحتفي بالمسرح الجماعي في ظل الانتشار الكبير لـمسرحيات "عرض الشخص الواحد" في تونس، موضحا أن الهدف من إنشاء أسبوع المسرح البلدي هو إعادة بريق المسرحيات الجماعية وهذا لا يعني أنه ضد عروض "وان مان شو" و"الستاند أب" باعتبارها ألوانا أخرى من المسرح لكن المسرح الجماعي أصبح مغيبا.
وأوضح أن الجمهور يتابع ضمن هذه الدورة مسرحية "في مديح الموت" لعلي اليحياوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين، و"مملكة العشق" لشركة "بنادم" للإنتاج بتونس، و"الروبة" لحمادي الوهايبي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان، ومسرحية "زوم" لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة.
وزهير الرايس هو ممثل تونسي انطلقت مسيرته الفنية والمسرحية عام 1991 حيث قدم أدوار البطولة في عدة أعمال درامية تونسية ولعل أبرزها "المتحدي" و"كمنجة سلامة" و"الخطاب على الباب" و"مسك الليل" و"قمرة سيدي محروس". كما يشغل منصب مدير المسرح البلدي بتونس العاصمة منذ 2015.