"الذئاب المنفردة" تحوم حول قيس سعيد.. سوابق إخوان تونس تدين "النهضة"
منذ اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد إجراءات بتعليق البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، فشلت حركة النهضة الإخوانية في رد سياسي.
فقرارات سعيد نزلت كالصاعقة على بيت العنكبوت الإخواني الهش، ومثلت ضربة قاصمة لزعيم إخوان تونس رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي، الذي اكتفى ببيانات منددة.
ويرى متابعون للشأن التونسي أن خلف الصمت الإخواني على قرارات الرئيس التونسي، غرفة عمليات أخرى، تعدّ لإذكاء نار الإرهاب، وزرع الفتنة في البلاد، تصل حد تهديد قيس سعيد بالاغتيال.
وكان الرئيس التونسي كشف مخططا لاغتياله قبل يومين، مشيرا إلى أنه لن يعود إلى منظومة ما قبل 25 يوليو؛ في إشارة لتاريخ إعلان الإجراءات الدستورية.
ووجه سعيد سهام نقده للإخوان قائلا: "لدينا مرة أخرى صواريخ على منصات إطلاقها، وتكفي إشارة واحدة لتضربهم في أعماق الأعماق".
وموجها سهام النقد للتنظيم الإرهابي قال سعيد: "بالنسبة إلى هؤلاء الذين يتحدثون آناء الليل وأطراف النهار، ويتعرضون للأعراض ويكذبون ويقولون إن مرجعيتهم هي الإسلام ليتذكروا (...) أين هم من الإسلام ومقاصده كيف يتعرضون لأعراض النساء وأعراض الرجال ويكذبون. بالنسبة لهم الكذب من أدوات السياسة".
واليوم الأحد أكدت وسائل إعلام تونسية، القبض على شخص خطط لاغتيال سعيد.
وبحسب ما نشرته صحيفة "الشروق" التونسية فإنه تم "إلقاء القبض على إرهابي ممن ينعتون بالذئاب المنفردة كان يحضر لعملية اغتيال تستهدف الرئيس قيس سعيد بإحدى المدن الساحلية".
الإخوان في قفص الاتهام
ولا تبدو الأيادي الإخوانية بريئة من محاولات اغتيال سعيد، حيث إن تاريخ إخوان تونس حافل بالعمليات الإرهابية انطلاقا من محاولة اغتيال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عام 1987.
كما أن إخوان تونس حاولوا اغتيال سلفه زين العابدين بن علي سنة 1991، في مدينة "براكة الساحل " التابعة لمحافظة نابل (شرقي البلاد).
كما أن حركة النهضة متهمة بالتورط في مقتل القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وكانت هيئة الدفاع فضحت، خلال مؤتمرات صحفية سابقة، وجود جهاز سري لحركة النهضة، أحكمت عبره سيطرتها على الدولة وأجهزتها طيلة السنوات الماضية.
المخطط لاغتيال سعيد
وتؤكد مصادر أمنية لـ “العين الإخبارية" أن الإرهابي الذي كان يريد استهداف سعيد بجهة الساحل، هو تونسي تلقى تدريبا في ليبيا وتسلل إليها في أوائل شهر أغسطس الجارين، عبر الحدود البرية.
وبينت ذات المصادر الأمنية أن التحقيقات الأولية تفيد بانتماء الإرهابي المعتقل لتنظيم داعش، فيما ضُبطت بحوزته شهادة علمية مزورة، من إحدى الجامعات الوهمية في تركيا.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الوحدات الأمنية فككت منذ بداية هذا الشهر أربع خلايا إرهابية توصف بالنائمة في جهتي الساحل التونسي (محافظات سوسة والمنستير والمهدية ) والجنوب الشرقي على الحدود التونسية الليبية.
تقاطعات الإخوان والذئاب المنفردة
وكشف المتحدث السابق باسم الداخلية التونسية خليفة الشيباني أن عدد الإرهابيين الذين تم تسفيرهم لبؤر التوتر خلال فترة حكم النهضة يتجاوز 3000 إرهابي.
وقال المسؤول الأمني السابق في تصريحات لـ"لعين الإخبارية" إن حركة النهضة وفرت البيئة السياسية لتنامي الإرهاب خلال العشرية الأخيرة، كما أن فترة حكمها كانت جحيما على التونسيين.
وأكدت مصادر مقربة من الرئيس التونسي أن مخططات اغتيال سعيد هي مخططات جدية، آخرها اكتشاف تقارير تفيد بوجود نشاط مشبوه لعناصر إرهابية ترصد تحركات سعيد الميدانية، الأسبوع الماضي.
من جانبه، تحدث الكاتب التونسي سعيد الخزامي عن "معلومات مؤكدة" حول التخطيط لأعمال عنف بتونس، ضمن "مخطط خارجي يهدف إلى إرباك الوضع في تونس وإفشال قرارات الرئيس قيس سعيّد تمهيدا لانقضاض حركة النهضة على الحكم".
وأشار الخزامي في تدوينة على فيسبوك إلى أن "النهضة" لها سوابق في اللجوء إلى العنف، تماما مثل ما لها من الخبرة في العمل السرّي والتزوير والتسفير.
وتابع قائلا: "وإذ نرى كثرة ما يصدر عن قياداتها ومجلس شورها من أحاديث مهادنات ومراجعات، فإن تحضيرها لمخطط بديل يفكّ السلطة بالدم يبدو منسجما مع حبها المعروف لمكاسب الحكم، ومع غيظ (غضب) أطراف خارجية لفقدانها موقع نفوذ بسقوطها.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز