14 طلقة في 14 زغرودة.. ابنة البراهمي تفي بوعيدها للغنوشي
قبل عشر سنوات، قطعت ابنة المعارض التونسي محمد البراهمي وعيدا على نفسها، انتقاما لأبيها الذي طالته يد الغدر الإخوانية.
وها هي اليوم، تأخذ بعزاء والدها على طريقتها، بعد ساعات من توقيف رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، المتهم في قضايا عدة بينها الفساد المالي والتحريض على الدولة، ناهيك بملف تسفير الشباب إلى بؤر الإرهاب.
وفي منتصف نهار يوم 25 يوليو/تموز 2013، اغتالت يد الغدر البرلماني محمد البراهمي أمام منزله بضواحي العاصمة، بعد أن وُجهت له 14 طلقة نارية، 6 في الجانب العلوي من جسده، و8 في رجله اليسرى، على مرأى ومسمع من أبنائه الخمسة وزوجته وبعض جيرانه.
وقد أطلق الإرهابيان بوبكر الحكيم ولطفي الزين اللذان كانا يمتطيان دراجة نارية، النار على البراهمي وهو أمام مقود سيارته، في عملية اغتيال حملت بصمات إخوان تونس.
وبعد دقائق من سماع خبر اعتقال الغنوشي، سارعت بلقيس، ابنة البراهمي، للذهاب إلى منزل الغنوشي وأطلقت 14 زغرودة على عدد الطلقات النارية التي استهدفت جسد والدها.
وكتبت بلقيس علي حسابها في فيسبوك: "نذرت من عشر سنين، نهار (يوم) اللي يتوقف فيه الغنوشي بش (سوف) نوقف عند دارو (بيته) ونزغرد 14 مرة"، وكأنها كانت.
من هو البراهمي؟
وكان البراهمي أمينا عاما لحزب "حركة الشعب" الناصري الوحدوي العربي (مقعدان في البرلمان سنة 2013) الذي أسسه بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي.
وقد عُرف البراهمي بمعارضته الشرسة لحركة النهضة الإخوانية وبتصريحاته ومواقفه الكبيرة.
وفي 29 يونيو/حزيران 2022، وجّه القضاء التونسي رسميا تهمة الإرهاب إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعشرات آخرين، في قضية اغتيال المعارضين البراهمي وشكري بلعيد .
وبعد الإعلان عن توقيف الغنوشي من قبل الأجهزة الأمنية، مساء الأمس، سارع المتعاطفون إلى تقديم العزاء لعائلة البراهمي.
لكن أرملته مباركة البراهمي، أوضحت أن العائلة لم تقم سرادق عزاء، وأن ما حصل هو تجمع للمتعاطفين مع قضية زوجها.
وكتبت على فيسبوك "نحن لم نُقِمْ سُرادق العزاء بعدُ في استشهاد غالينا محمد البراهمي ..ما كان يوم 25 يوليو 2013 وما تلاه هو فقط تجمّعا للمتعاطفين".
وأضافت "سنُقيم مواكب العزاءِ التي تليقُ بمقامِهِ حيًّا وشهيدًا عندما تؤدّي أجهزة الدولة دورها في كشف قتلته وقتلة جميع شهداء الوطن ..وإنّهُ لدينا من الصّبر والتجلُّدِ ما تحتار له الألباب".
وفي 15 يوليو/تموز 2013، وصلت وثيقة استخباراتية الى وزارة الداخلية التونسية كانت تتضمن تحذيراً من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بإمكانية استهداف المعارض التونسي محمد البراهمي، قبل 10 أيام فقط من اغتيال الأخير.
وجاء في نص الوثيقة: "اتصلت إدارة الأمن الخارجي بمراسلة من رئيس مكتب الجهاز المقابل الأمريكي CIA، تتضمن الإفادة بإمكانية استهداف عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، الأمين العام السابق لحركة الشعب ومؤسس التيار الشعبي، من طرف عناصر سلفية دون إيضاحات أخرى".
وتابعت الوثيقة: "تم إعلام الإدارة العامة للأمن العمومي والإدارتين المركزيتين لمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامة (المخابرات العامة) بهذه المعطيات".
وعلى إثر حصول هيئة الدفاع عن البراهمي على الوثيقة الاستخباراتية، فتح القضاء التونسي تحقيقا عاجلا ضد كل من المدير العام للأمن العمومي، والمدير العام السابق للاستخبارات، ومدير فرقة مكافحة الإرهاب، وكل من يكشف عنهم البحث بتهمة التواطؤ في إخفاء معلومات حول جريمة الاغتيال لتحديد كل المسؤوليات.
aXA6IDE4LjExOC4xNTEuMjExIA== جزيرة ام اند امز