إخوان تونس.. استقواء بـ"الأجنبي" بعد فشل ورقة "الشارع"
لم يجد إخوان تونس، بعد أن لفظهم الشعب التونسي، سوى الارتماء في أحضان الأجانب للضغط على الرئيس قيس سعيد للعودة للحكم.
يأتي ذلك بعد أن فشلت ورقة الشارع التي يستخدمها الإخوان في تعطيل المسار الإصلاحي الذي أطلقه الرئيس قيس سعيّد منذ 25 يوليو/تموز 2021، وفق مراقبين للمشهد السياسي التونسي.
- إخوان تونس و"الأرض المحروقة".. تحقيق جديد يكشف مخططا تخريبيا
- الجبالي والبحيري ممنوعان من السفر.. شبهات الإرهاب تحاصر إخوان تونس
محاولات الارتماء في أحضان القوى الأجنبية تحدّث عنها الرئيس سعيّد مراراً، وحذّر من الخيانة والاستقواء بالخارج والإضرار بالسيادة الوطنية، التي أكد على أنّها ملك للشعب التونسي وحده دون سواه.
وبعد أن رفع في وجههم شعار " ارحل" وطردهم أهالي مدينة "الرقاب" من محافظة سيدي بوزيد، منبع الثورة التونسية، السبت الماضي، عاد أنصار ما يسمى بـ"جبهة الخلاص الوطني"، يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ليتحولوا يوم الأحد إلى جنيف السويسرية للمشاركة في الدورة 41 لعرض التّقرير الدّوري الشّامل للدولة التونسية أمام مجلس حقوق الإنسان، لمدة 3 أيام.
وتضم جبهة الخلاص 5 أحزاب هي "النهضة" و"قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" و"حراك تونس الإرادة" و"الأمل"، إضافة إلى حملة "مواطنون ضد الانقلاب"(الإخوانية) وعدد من البرلمانيين.
وشارك في هذه الدورة المنظمة بجنيف عميد المحامين السابق عبد الرزاق الكيلاني (محامي الوزير الإخواني الأسبق نور الدين البحيري) وعضو جبهة الخلاص رضا بلحاج والناشطة السياسية والقيادية بجبهة الخلاص شيماء عيسى وأمين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي وعدّة وجوه أخرى.
وتعرض قيس سعيد، خلال لقائه بتوفيق شرف الدين، وزير الداخلية مساء الإثنين، إلى" الحملات المسعورة التي تشنها أطراف كانت بالأمس تتصارع بل وتتبادل العنف داخل مجلس النواب، بل وتتبادل السب والشتائم كل يوم، بل وأسالت الدماء في قصر باردو (مقر البرلمان)".
وقال سعيد إن "تحالفهم اليوم يدل على أنهم من نفس المنظومة، وما خصامهم الظاهر سوى لاقتسام المنافع وخدمة الجهة التي تدفع أكثر،" وذلك في إشارة للصراع الذي كان بين حزب التيار الديمقراطي عندما قام نواب من ائتلاف الكرامة الإخوانية بالاعتداء بالعنف على نائب من التيار.
وفنّد قيس سعيد مجددا الادعاءات الكاذبة المتعلقة بالتضييق في الحريات قائلا: "فلو كان هناك بالفعل تضييق لتمّت محاكمة البعض من أجل التحريض على الاقتتال والدعوات إلى تغيير هيئة الحكم".
وتابع: "إن مآربهم معروفة، وهي الالتفاف على إرادة الشعب وافتعال الأزمة تلو الأزمة والارتماء في أحضان قوى خارجية. فلو كان هناك تضييق على الحريات كما يدّعون لمًا التقوا في سويسرا، طردهم الشعب من الرقاب بولاية سيدي بوزيد (وسط) فانتقلوا إلى جنيف".
وسبق أن قامت أطرافا من أحزاب المعارضة، بينها حركة النهضة، بنشر رسالة تطالب فيها مجموعة الدول الـ (7) بفرض عقوبات على تونس.
كما سبق أن أعلن النائب عن حركة النهضة ماهر مذيوب، يوم 3 سبتمبر/أيلول الماضي، أنّه تقدم بشكوى للجنة حقوق الإنسان للاتحاد البرلماني الدولي حول تجميد وتعليق مهامه في البرلمان.
عمالة وخيانة للبلاد
وقال حسن التميمي الناشط والمحلل السياسي إن اخوان تونس وجدوا أنفسهم فجأة خارج أسوار الحكم والسلطة والجاه، لذلك حاولوا بناء تحالفات مع خصوم تاريخيين، على غرار أحمد نجيب الشابي"رئيس جبهة الخلاص الإخوانية" ورضا بلحاج وغازي الشواشي لمعارضة قيس سعيد وللعودة للحكم.
وتابع في حديث لـ"العين الاخبارية" أنه "بعد خسارة مكانتهم في الحكم، لجأ إخوان تونس إلى الشارع، لكن فشلوا في تعبئته وفي تجييشه ضد مسار قيس سعيّد الإصلاحي، ما جعلهم يرتمون في أحضان الأجنبي للضغط على قيس سعيد حتى يقع حصار أكبر على تونس ".
وأضاف أن "لجوء قيادات حزبية تونسية للاستقواء بجهات أجنبية والتحريض ضد البلاد، مرفوض ويدخل في باب العمالة".
وسبق أن ندد اتحاد الشغل في تونس، بمساعي الإخوان لتأليب الرأي العام الدولي والاستقواء بالخارج في وجه الرئيس قيس سعيد.
كما قال المتحدث الرسمي باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري: "تحصلنا على معلومات ثابتة حول مساعي تبذلها أطراف بحركة النهضة من أجل ابتزاز القرار السيادي للبلاد". وأكد الاتحاد أن أطراف في حركة النهضة سعوا لفرض عقوبات على تونس، مضيفاً أن ذلك يعتبر "خيانة" للبلاد.