الإخوان والانتخابات.. سياسي تونسي يستشرف لـ«العين الإخبارية» وصفة الإصلاح
صندوق الإخوان الأسود ومساعيهم لتغيير جلدهم إضافة لاتجاههم للمشاركة بانتخابات الرئاسة المقبلة، علاوة على مطالب حل حزبهم وتصنيفه إرهابيا.
ملفات شائكة كثيرة لا تزال تشكل نقاط توقف في تونس، هناك حيث أطاح الشعب بالتنظيم وأحاله لـ«تقاعد وجوبي» يحاول الخروج منه عبر شتى السبل.
وفي مقابلة مع «العين الإخبارية» تحدث قيس القروي، الناشط السياسي المقرب من الرئيس التونسي، عن توجه حركة النهضة الإخوانية لتغيير اسمها في محاولة للتخلص من إرثها العالق بذاكرة التونسيين، وعرج على إعلانهم المشاركة بسباق قصر قرطاج.
ولم يغفل القروي تعقب مسار الإخوان في سنوات حكمهم، مشيرا إلى ملفاتهم العالقة مثل «الجهاز السري» الذي تلاحقه تهم اغتيال سياسيين اثنين، وتسفير الإرهابيين وغيرها من المسائل الشائكة.
"مناورة سياسية"
في تعقيبه على إعلان حركة النهضة الإخوانية مؤخرا التوجه لتغيير اسمها، اعتبر القروي أن خطوة مماثلة "لن تغير شيئا".
ويقول إن توجها من هذا القبيل ليس سوى "مناورة سياسية"، مشيرا إلى أن الشعب التونسي كره ولفظ هذا الحزب الذي لم يقدم شيئا للوطن".
وأوضح أن "الأمين العام للنهضة العجمي الوريمي هو من يقف وراء هذه الفكرة"، مشددا على أن "تغيير الاسم دون القيام بمراجعات وتقييم وبنفس الوجوه، لن يغير شيئا".
وبشأن إمكانية حل حركة النهضة، قال القروي إنه لا يعتقد أن البرلمان التونسي من صلاحياته حل الأحزاب، وإنما القضاء هو الجهاز الوحيد المخول بذلك.
وتابع: "ثمة قضايا يتورط فيها الحزب مثل تسفير الإرهابيين إلى بؤر الإرهاب والجهاز السري للحركة والاغتيالات السياسية، وفي حال تم ربطها بالحزب فسيمكن للقضاء حله".
والإثنين، أعلن الوريمي أنه "سيتم تغيير اسمي حركة النهضة ومجلس الشورى، وذلك في إطار القيام ببعض المراجعات التي تتماشى مع المرحلة الحالية ومتطلّباتها".
انتخابات الرئاسة
وفي معرض حديثه عن ملف الانتخابات الرئاسية المقبلة، اعتبر القروي أن الرئيس الحالي قيس سعيد هو المرشح الأبرز الذي سيفوز بالاقتراع.
وأكد أن "مشروع سعيد الإصلاحي الذي بدأ منذ 25 يوليو (تموز) 2021 يجب أن يتواصل من أجل إنقاذ البلاد، لذلك ينبغي أن يفوز الرئيس بالانتخابات المقبلة".
وبخصوص إعلان حركة النهضة الإخوانية المشاركة في هذا الاقتراع وإمكانية ترشيح أحمد نجيب الشابي، قال القروي إن "النهضة ليس لديها أي حظ في الفوز"، لافتا إلى أن الشابي "سبق أن ترشح في انتخابات 2014 وخسر ولم يحصد سوى 1.4%".
وبحسب السياسي، فإن "الطبقة السياسية الموجودة في تونس منذ 30 عاما أفلست ولم تعد قادرة على أن تواصل بنفس الأفكار السابقة"، داعيا إياها إلى "تغيير أساليبها وأفكارها وأن تطرح البديل وتقدم حلولا لهذا الوطن".
واعتبر أن "الساحة السياسية في تونس تشهد "حالة تصحر"، لأن الطبقة السياسية أصبحت مستهلكة وانتهت، لذلك يجب إعطاء المشعل للأجيال الجديدة.
والجمعة الماضية، أعلنت حركة النهضة الإخوانية عزمها المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تجري في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرة إلى أنها ستدعم مرشحا واحدا.
الصلح الجزائي
بالمقابلة نفسها، اعتبر القروي أن دور قانون الصلح الجزائي (تسوية) "لا يكمن في تعبئة موارد خزينة الدولة وإنما تمت صياغته من أجل تنفيذ مشاريع تنموية للمناطق المهمشة".
وفي 22 مارس/آذار 2022، أعلنت تونس إقرار تسوية في شكل صلح جزائي يتعلق بـ"الجرائم الاقتصادية والمالية" في قضايا فساد مقابل استرداد أموال وتحويلها إلى مشاريع تنموية للمناطق الفقيرة، بحسب مرسوم رئاسي.
ودعا القروي الدولة التونسية إلى اتخاذ حلول عاجلة لدعم وتطوير الاقتصاد، مشددا على ضرورة التصدي لنزيف العملة الصعبة التي يتم إخراجها من تونس وتهريبها للجنان الضريبية عبر التقليص في فواتير التصدير وتضخيم فواتير الاستيراد.
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA= جزيرة ام اند امز