أكتوبر ويوليو في تونس.. "معارك جلاء" ممتدة وذكريات سعيدة
يحمل شهر أكتوبر/تشرين الأول، مزيجا من الاحتفال والاستعداد في تونس التي تقف على بعد شهرين فقط من إجراء انتخابات تشريعية منتظرة.
فاليوم السبت، تحتفل تونس بذكرى جلاء آخر جندي فرنسي من أراضيها، كما عاشت قبل يومين، ذكرى فوز قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وخاض سعيد الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2019، كمرشح مستقل مدعوم بمجموعات من الطلبة والمتطوعين وبإمكانات محدودة.
سعيد الرئيس الرابع في تاريخ تونس الحديث، عمد بعد أقل من سنتين من حكمه، إلى الإطاحة بالإخوان الإرهابية وحلفائها ممن تصدروا المشهد العام منذ عام 2011، ودفعوا بالبلاد إلى عدد من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وكخطوة لتصحيح المسار الثوري، اتخذ سعيد عدة قرارات استثنائية، أنهت الوجود الإخواني في السلطة، ودشنت مسارا سياسيا جديدا يستند لدستور جديد أيضا.
أما عيد الجلاء فهو عيدٌ يحتفلُ به التونسيون في يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية في نفس اليوم عام 1963.
لذلك، يشهد شهر أكتوبر ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي، وذكرى وصول سعيد إلى السلطة، والذي نجح في إجلاء الإخوان من منصة الحكم والتحكم في معيشة ومصائر التونسيين.
وفي هذا الإطار، قال حسن التميمي المحلل والناشط السياسي إن معركة "الجلاء كشفت للعالم فظاعة الآلة الاستعمارية الفرنسية، وفيها تجسدت معاني القوة والتحرير كما تأكدت معها سيادة الشعوب المنتصرة على الآلة العسكرية".
وتابع "أما معركة الجلاء الأخرى التي تعيشها تونس حاليا، فهي كشف فظاعة إجرام الإخوان طيلة العشرية الأخيرة"، موضحا أن حركة النهضة قد تجاوزت ما يمكن وصفه بالفساد خلال مشاركتها بالحكم واستغلت البلاد لخدمة أهداف التنظيم الدولي للإخوان، وسعت لجعل تونس منصة لدعم الإرهاب في محيطها الإقليمي.
ومضى يقول إن حركة النهضة ارتكبت جرائم بحق التونسيين كما تجاوزت جرائمها الحدود لتطال دولا إقليمية، حيث ساهمت الحركة في تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر من بينها ليبيا وسوريا، كما تسببت في انزلاق تونس لمنحدر الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها القيادي اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد البراهمي.
وأكد أن البلاد أنهت عشرية الإخوان منذ إعلان الإجراءات الاستثنائية من قبل الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021، وفتح الملفات القضائية التي قبرتها حركة النهضة وأخطرها ما يعرف بملف "التسفير إلى بؤر التوتر" واتهام زعيم النهضة، راشد الغنوشي بالتخابر على أمن الدولة، ما مثل الضربة القاصمة لمنظومة الإخوان في تونس.
وأضاف أن "عيد الجلاء يتزامن مع استعدادات حثيثة لأول انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر/كانون أول المقبل دون الإخوان، وستكون هذه الانتخابات وفق مقتضيات ثالث دستور للجمهورية التونسية (دستور 25 يوليو)، ومرسوم انتخابي جديد":
عيد الجلاء
وعيد الجلاء هو عيدٌ يحتفلُ به التونسيون في يوم 15 أكتوبر/تشرينال أول من كل عام، وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية في 1963.
انطلقت معركة الجلاء فعلياً يوم 8 فبراير/شباط 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف التي تقع على الحدود التونسية الجزائرية، واستهداف عدد من المؤسسات المحلية، ما نتج عنه سقوط عشرات القتلى الجزائريين والتونسيين.
وفي 17 يوليو/تموز من العام نفسه، قررت تونس العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية من قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا أن الأوضاع عادت للتأزم في شهر يوليو/تموز 1961.
وفي الرابع من نفسِ الشهر، دعا المكتب السياسي للحزب الحرّ الدستوري الحاكم إلى خوض معركة الجلاء، وبعد يومين أرسل الرئيس الحبيب بورقيبة موفداً خاصاً منه إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية.
وفي 23 يوليو/تموز، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها.
وفي يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1963، غادر الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد، المدينة، ما أعلن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس والتي بدأت في 12 مايو/أيار 1881.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA=
جزيرة ام اند امز