سقوط الأزهر لونقو.. ضربة جزائرية تونسية "تكسر" ذراع الإخوان
"رجل الظل الأمني في حكم الإخوان.. الذراع القوية التي تشتغل في الخفاء لخدمة مشاريعهم الدموية".
هكذا وصف العديد من المراقبين والمتابعين "الأزهر لونقو" المدير العام السابق لجهاز المخابرات الأمنية ، الذي كشف مصادر أمنية تونسية النقاب عن القبض عليه من قبل السلطات الجزائرية أثناء محاولته اجتياز الحدود.
لونقو درس في معهد الشرطة بتونس منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وانتقل في بداية الألفية إلى فرنسا ليكون الملحق الأمني للسفارة التونسية في باريس.
وتروي مصادر أمنية من وزارة الداخلية التونسية لـ "العين الإخبارية" بأنه تم إعفاؤه من العمل داخل سفارة تونس بعد انكشاف تواصله مع جماعة الإخوان بتونس، مما أغضب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي قرر إعادته للبلاد ووضعه تحت المراقبة الأمنية.
وبعد 2011 حول لونقو وجهته إلى مقر حركة النهضة، التي كانت تجمعه علاقة شخصية برئيسها راشد الغنوشي واقترحه في 2013 رئيسًا لجهاز المخابرات الأمنية في البداية، إلا أن معارضة كبرى آلت دون توليه المنصب.
وعاد طرح اسمه من جديد في حكم يوسف الشاهد، حيث كان يعمل منسقًا أمنيًا بين الشاهد والغنوشي، كما أنه يشرف على شبكة من المدونين مهمتها تشويه الخصوم الرئيسيين للتيار الإسلامي.
ولونقو موصوف إعلاميا أيضا بأنه بـ"الرجل الغامض"، في منصب رئيس جهاز المخابرات الأمنية في عهد حكومة هشام المشيشي، وكان محسوبا على حركة النهضة.
وفي وقت سابق وجهت البرلمانية السابقة المنتمية إلى حزب "نداء تونس" فاطمة المسدي، اتهامات للونقو في 2019، قالت فيها، إن "لونقو على علاقة بالجهاز السري لحركة النهضة“، وذلك بعد تكليفه بالإشراف على إدارتي الاستعلامات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية التونسية.
وكانت هيئة الدفاع عن المعارضين اليساريين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي أكدت أن لونقو محل تتبع قضائي، بسبب علاقته بأحد المتهمين في قضايا الاغتيالات السياسية.
ولونقو أحيل للتقاعد الوجوبي ضمن مجموعة من كبار القيادات الأمنية ضمت 19 اسما، ووقع على برقية الإحالة وزير الداخلية توفيق شرف الدين خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دون تقديم أسباب اتخاذ هذا القرار، وقبل ذلك أحيل للإقامة الجبرية مع إقالته من منصبه بعد أسبوعين تقريبا من تفعيل رئيس الجمهورية قيس سعيد، الفصل 80 من الدستور، ودخول البلاد فترة التدابير الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021.
رجل المؤامرات
وتتهم مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" لونقو بأنه كان يعمل تحت إمرة "مونبليزير" (تسمية تونسية تعني مقر حركة النهضة).
وبينت المصادر أن لونقو ابتز رئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي بملفات أمنية وأخلاقية من أجل خدمة حركة النهضة وأجنداتها.
وقال "نجيب البرهومي" الناشط والمحلل السياسي إن الأزهر لونقو لديه علاقات مشبوهة مع عدة أطراف سياسية، وعلى رأسها النهضة، ورجال أعمال تونسيون، واستغل منصبه على رأس جهاز الاستخبارات التونسية للقيام بتجاوزات في العديد من الملفات الخطيرة والتي استغلها لاحقا بهدف ابتزازهم.
وأضاف لـ "العين الإخبارية" أن تمكين لونقو من الهروب إلى الجزائر يفتح باب الأسئلة حول كيفية وصوله إلى هناك، داعيا إلى ضرورة محاسبة عناصر التنظيم الإخواني في تونس قبل أن يتمكنوا من الفرار.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز