إخوان تونس «خارج» سباق الرئاسة.. مناورة أم إفلاس؟
إخوان تونس يطرقون مجددا أبواب المناورات لتبرير اعتزامهم البقاء خارج سباق الرئاسة في تخبط يؤكد عجزا عن تقديم مرشح قادر على المنافسة.
والثلاثاء، أعلنت «جبهة الخلاص» الإخوانية أنها لن تقدم مرشحا للاقتراع المقرر الخريف المقبل، بسبب ما زعمت أنه «غياب لشروط التنافس النزيه».
وخلال مؤتمر صحفي، قال رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، إن التحالف الذي يضم أحزابا إخوانية وموالين لهم، «لن يقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة ما لم تتوفر شروط المنافسة النزيهة».
وأضاف أن الجبهة تشترط من السلطة الحاكمة إطلاق سراح جميع السياسيين من السجون، ومن بينهم راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس، وإلغاء قرار غلق مقار الأحزاب.
ولفت إلى أن «الجبهة ستعمل على تغيير شروط الترشح للانتخابات الرئاسية ثم تعيد تقدير موقفها وفق التطورات لتتخذ القرار المناسب بالمشاركة من عدمها"، وفق تعبيره.
وتستعد تونس لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، أي بالفترة بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين، حسب ما أعلن رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر قبل أسبوع.
والانتخابات الرئاسية المرتقبة ستكون الـ12 في تونس والثالثة منذ عام 2011، وستفتح المجال لتنصيب رئيس الجمهورية الثامن لولاية مدتها 5 سنوات، وفق الدستور.
مناورة إخوانية
ويرى خبراء أن تصريحات الشابي تشكل مناورة جديدة، وهي أيضا جزء من تمويهات إخوانية تكشف عجز التنظيم عن إيجاد - أو التوافق- حول شخصية لترشيحها للاقتراع.
فالإخوان الذين أفلسوا سياسيا وتآكل رصيدهم الانتخابي حد التلاشي، يقفون اليوم عاجزين عن إيجاد مرشح لم تتلوث يداه- بشكل أو بآخر- بجرائم عشرية حكمهم، لإقناع التونسيين به.
كما أن هزيمة أي مرشح يقدمونه سيكون بمثابة الضربة القاضية لتنظيم لفظه الشعب من الحكم ومن المؤكد أن يعاقبه في صناديق الاقتراع.
وتعقيبا على ذلك، يرى عبد المجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي التونسي، أن الإخوان «يناورون خصوصا أنهم يدركون جيدا أن استخدام أوراق محروقة لن يكون في صالحهم».
ويقول العدواني، في حديث لـ«العين الإخبارية» إن الإخوان «لم يتفقوا حتى الآن على اسم مرشح، فيما يعتقد أن الاختيار يتأرجح بين أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص وعبد اللطيف المكي وزير الصحة الأسبق».
ومستدركا: «لكن الجماعة تدرك جيدا حجم اللفظ الشعبي لها، فعندما رشحت نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، خسرت بشكل كبير».
وخلص الخبير إلى أنه «لذلك هناك إمكانية أن تقيم الحركة الإخوانية تحالفا مع شخصية سياسية مرشحة للانتخابات على أمل العودة إلى المشهد السياسي بعد أن لفظها الشارع التونسي».
«انتهت سياسيا»
العدواني أشار إلى أن معظم قيادات «النهضة» تعي أن الحركة انتهت سياسيا ولم تعد حزبا صالحا للحكم كما لا يمكنها ترشيح أي شخص من داخلها لذلك أرادت من خلال هذا المؤتمر الصحفي البحث عن توافقات لتتخفى وراءها».
وسبق أن قال الرئيس التونسي قيس سعيد متوجها للإخوان، إن «من دعوا إلى مقاطعة انتخابات أعضاء مجلس نواب الشعب وانتخابات مجلس الجهات والأقاليم يعدّون العدّة بكل الوسائل للموعد الانتخابي القادم، لأن لا همّ لهم سوى رئاسة الدولة، متناسين ماضيهم القريب والبعيد الذي لم ينسه الشعب".
وسبق أن أعلنت حركة النهضة الإخوانية مقاطعة الانتخابات النيابية والمحلية الأخيرة مع توقعها خسارة تعزز من شرعية سعيد المستقرة أصلا.
وفي إشارته للإخوان، أكد سعيد أنهم "يواصلون في غيّهم وفي أحلام اليقظة والنوم، والاجتماعات المعلنة والسرية، متناسين أن المسؤولية مهما كانت درجتها داخل الدولة أو خارج مؤسساتها هي ابتلاء ووزر ثقيل، وليست كرسيا أو جاها زائفا كما يحلمون".
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز