سعيّد «يشق» خارطة حلفاء إخوان تونس: الشعب سيحبط مناوراتهم

معول إخواني يعبر الحدود محاولا هدم طريق الإصلاح بتونس في محاولة جديدة مشحونة بهوس السلطة رغم اللفظ الشعبي.
ومن خارج تونس، أعلن عماد الدايمي، قبل أيام، وهو من أجنحة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، دعوة لتجميع المعارضة والانطلاق في حوار وطني والإفراج عن المساجين من الإخوان.
والدعوة أثارت استنكارا واسعا في تونس حيث رأى خبراء أنها محاولة جديدة من الإخوان، عبر حليفهم، للعودة للواجهة ومحاولة بث الفتنة أملا بفوضى تمنحهم ثغرة تحقيق أهدافهم.
ولم يتأخر الرئيس التونسي قيس سعيد أيضا عن التعليق ضمنيا على دعوة الدايمي، حيث جدد سهام نقده بوجه الإخوان.
واليوم الجمعة، نقل بيان صادر عن الرئاسة التونسية عن سعيد قوله إن "من يشيع كل يوم في حملة انتخابية مقنّعة - فضلا عن أنها سابقة لأوانها- أن تونس تعيش الأزمة تلو الأزمة هدفه بثّ الإحباط واليأس".
وأضاف سعيد، في كلمة ألقاها أمام مجلس الوزراء، أن "الشعب التونسي غيّب من فكره نهائيا ما يروّج له البعض زورا وبهتانا بأن الوضع ميؤوس منه، فمن سقى هذه الأرض الطيّبة والعزيزة بدمه ونضاله وأسقط الأقنعة كلها سيُحبط كل المناورات وسيأخذ الدنيا غلابا ولن يعرف أبدا المستحيل".
وتحدث الدايمي عن "خريطة طريق تتضمن 7 نقاط، تتلخص بتأسيس مجلس إنقاذ وطني يضم ممثلين عن النخب السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني والنقابات".
وأيضا "البدء بحوار وطني حقيقي شامل وشفاف، لا صوري ولا موجه، فضلا عن إصدار عفو عام عن سجناء الرأي والشروع في إصلاح جدي لمنظومة العدالة".
كما دعا إلى "وقف التعامل بالدستور الحالي، واستبداله بدستور 2014 (دستور الإخوان) بعد إجراء تعديلات محدودة لسد الثغرات وإعادة التوازن بين السلطات، فضلا عن تحييد الأمن والجيش عن الصراعات السياسية".
"دعوة للانقلاب"
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن ألاعيب الإخوان مكشوفة لدى الرئيس قيس سعيد، ويدرك جيدا مخططاتهم.
وقال المحلل السياسي التونسي نبيل غواري إن "خريطة الطريق التي أعلن عماد الدايمي، وهو من أجنحة الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي حليف الإخوان، هدفها تعبيد الطريق لعودة الإخوان للحكم عن طريق انتخابات سابقة لأوانها".
وأوضح غواري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الدايمي حرض من خلال خريطة الطريق التي أعلن عنها، المؤسسات الصلبة على التخلي عن قيس سعيد بالرغم من أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذا يعتبر في الأعراف السياسية دعوة للانقلاب على الشرعية الانتخابية".
ولفت إلى أن الدايمي "دعا إلى وقف التعامل مع الدستور الحالي والعودة لدستور الإخوان، ما يعني دعوة إلى الانقلاب على الشرعية الانتخابية وتمردا أيضا على قوانين البلاد".
من هو الدايمي؟
عماد الدايمي (55 عاما)، سياسي تونسي، شغل منصب الأمين العام لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" (حزب المرزوقي) سابقا، كما تقلد أيضا مهام رئيس سابق لديوان رئيس الجمهورية خلال حقبة المرزوقي (2011-2014).
والدايمي هو نائب رئيس حزب "الحراك"، الذي يتزعمه المرزوقي، وهو من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس قيس سعيد.
كما ساهم في تأسيس عدة جمعيات مثل "المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين" و"تونس المستقبل"، وانتخب عضوا بالمجلس الوطني التأسيسي (برلمان انتقالي بعد أحداث 2011).
ولاحقا، انتخب عضوا بالبرلمان التونسي عن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" عقب الانتخابات التشريعية لعام 2014، وهو سياسي معارض لنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي حيث قضى أكثر من 19 عاما في المنفى قبل أن يعود إلى تونس عقب أحداث 2011.
وفي يوليو/تموز 2024, أعلن الدايمي ترشحه للانتخابات الرئاسية، لكن تم رفض ترشحه نظرا لحمله الجنسية الفرنسية وهو ما يتعارض مع القانون الانتخابي.
ويواجه الدايمي، منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، حكما غيابيا بالسجن لمدة ستة أشهر على خلفية دعوى تشهير على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم بها ضده الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد).
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAxIA== جزيرة ام اند امز