«إنستالينغو» تحاصر الغنوشي.. رفض الطعن يضع إخوان تونس بمأزق
بعد أيام من إصدار القضاء التونسي مذكرة إيداع بحق زعيم النهضة راشد الغنوشي، مُني إخوان تونس بانتكاسة كبيرة في قضية التخابر والتجسس.
تلك القضية المعروفة إعلاميًا باسم «إنستالينغو»، التي يتورط فيها راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس، كانت على موعد مع تطور جديد يوم الثلاثاء، برفض القضاء التونسي طلب طعن المتهمين.
وقد أصدرت يوم الثلاثاء إحدى الدوائر الجزائية لدى محكمة التعقيب قرارا بالرفض بخصوص طعن المتهمين في قضية «إنستالينغو»، ضد قرار دائرة الاتهام القاضي بإحالة ملف القضية على أنظار الدائرة الجنائية لمحاكمتهم من أجل ما هو منسوب إليهم.
وكان القضاء التونسي أصدر في 9 مايو/أيار الجاري، مذكرة إيداع بالسجن في حق زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي بقضية التخابر وتهديد أمن الدولة التي تعرف إعلاميا بــ«إنستالينغو».
وبلغ عدد المشمولين بالبحث التحقيقي في قضية «إنستالينغو»، 46 متهما؛ بينهم 12 بالسجن والبقية بين حالة سراح وفرار، كما تم إصدار بطاقات جلب دولية في حق 8 متهمين.
ويقبع حاليا راشد الغنوشي في سجن المرناقية، بعد صدور مذكرة إيداع بالسجن في حقه في قضية التآمر على أمن الدولة.
وكانت النيابة العمومية وجهت للمتهمين تهمة ارتكاب جرائم تتعلق بغسيل الأموال، في إطار استغلال التسهيلات التي خولتها خصائص الوظيف والنشاط المهني والاجتماعي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم، وإثارة الهرج والقتل والسلب، وارتكاب «أمر موحش ضد رئيس الدولة، والاعتداء على أمن الدولة الخارجي، بمحاولة المس بسلامة التراب التونسي».
ماذا نعرف عن القضية؟
و«إنستالينغو» هي شركة متخصصة في إنتاج وتطوير المحتوى الرقمي، ومتهمة بالسعي للتلاعب بالرأي العام وزعزعة الأمن القومي لصالح حركة «النهضة».
وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، بإيقاف عدد من موظفيها بتهم؛ بينها: «ارتكاب أمر جسيم ضد رئيس الدولة التونسية»، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والقيام بأعمال الجاسوسية.
وشملت التحقيقات عددا من الصحفيين والمدوّنين وأصحاب أعمال حرة وسياسيين، بينهم رئيس مجلس نواب الشعب المنحل راشد الغنوشي، وابنته، وصهره رفيق عبد السلام والمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السابق محمد علي العروي.
وكانت معلومات وردت إلى فرقة أمنية بمحافظة سوسة؛ مفادها حصول شركة خاصة مختصة في صناعة المحتوى والاتصال الرقمي، على تمويلات مشبوهة وقيامها بعمليات تبييض أموال.
ولدى مداهمة مقر الشركة، جرى التحفظ على 23 وحدة مركزية تتكوّن من حواسيب وأدوات تسجيل وأدوات تكنولوجيا عالية الجودة.
وإثر عرضها على المعامل الجنائية، أوقف 7 أشخاص يعملون بالشركة بتهمة الاشتباه في تلقيهم أموالاً مشبوهة من دولتين أجنبيتين؛ بهدف الاعتداء على أمن الدولة، والإساءة إلى الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
كما تقرّر سجن مدير المخابرات التونسي السابق لزهر لونقو ورئيس تحرير الصحيفة الإلكترونية الإخوانية «الشاهد» لطفي الحيدوري والمتحدث الرسمي الأسبق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي. كما جرى حبس المدون سليم الجبالي والملحق السابق برئاسة الحكومة أشرف بربوش والقيادي بحركة النهضة عادل الدعداع، والناشط السياسي البشير اليوسفي وأمنية معزولة ومتهمين اثنين آخرين، على ذمة القضية المتعلقة بشركة «إنستالينغو».
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز