سياسة
شاذلية السبسي سيدة تونس الأولى.. رحيل بطعم "الوفاء"
شاذلية لم يتعرف إليها الرأي العام المحلي والدولي عن قرب إلا عند وفاة زوجها، حين جذبت الانتباه إليها بارتدائها ثوبا أبيض.
مع خطوات أول الناخبين المتجهين إلى صناديق الاقتراع في تونس لاختيار خليفة لزوجها، سلمت شاذلية سعيدة فرحات، أرملة الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، روحها لخالقها، لتفي بوعدها بلقاء زوجها قريبا.
هكذا رحلت شاذلية سعيدة فرحات، بعد أقل من شهرين على وفاة زوجها الرئيس قائد السبسي، وفي اليوم الذي تختار فيه بلادها خلفا له.
رحلت بهدوء كما كانت حياتها، وهي التي توشحت بالبياض يوم تشييع جثمان زوجها، وفي قلبها وعود باللقاء.
ونعت الرئاسة التونسية، في بيان، وفاة أرملة السبسي عن عمر ناهز 83 عاما، فيما يتجه التونسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد.
وكتب نجلها حافظ قايد السبسي، على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، يقول: "انتقلت إلى جوار ربها المغفور لها بإذن الله والدتي السيدة شاذلية أرملة الرئيس الراحل محمد الباجي قائد السبسي".
رحلت شاذلية التي لم يتعرف إليها الرأي العام المحلي والدولي عن قرب إلا عند وفاة زوجها، حين جذبت الانتباه إليها بارتدائها ثوبا أبيض، لتضيف إلى تاريخ سيدات تونس صورة أخرى لزوجة الرئيس التي لم تمارس تأثيرا كبيرا على قرارات زوجها.
وشاذلية السبسي هي سابعة السيدات ممن نلن شرف المرتبة الأولى بين نساء تونس نظرا لارتباطهن برئيس الدولة، ويعتبرها التونسيون امرأة ظل لدى مقارنتها بليلى الطرابلسي، سيدة تونس الأولى في نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وسابقتها في النظام البورقيبي وسيلة بن عمار.
كما أدركت الحساسية المفرطة التي خلفها تدخل ليلى بن علي في إدارة شؤون البلاد، فاختارت البقاء بعيدا عن الأضواء، وفضلت أن تكون الزوجة التقليدية، وألا يتجاوز دورها بالقصر المحافظة على البروتوكولات الرسمية، ومرافقة زوجها حين يتوجب ذلك.
كانت نادرة الظهور إعلاميا حتى أن التونسيين لم يسمعوا صوتها قط، ولم يروها إلا في مناسبات قليلة حين رافقت زوجها في بعض جولاته الخارجية.
ورغم ذلك، لم تنج المرأة من اتهامات بمحاولة دعم نجلها حافظ، المدير التنفيذي لشق من حزب "نداء تونس"، عبر الحيلولة دون تدخل والده لإبعاده وإنقاذ الحزب، معتبرين أنها بذلك تؤثر على سياسة البلاد.
لكن، وبغض النظر عن الدور الحقيقي الذي لعبته شاذلية السبسي فإنها تظل من أقل زوجات رؤساء تونس تأثيرا، مقارنة بأخريات كانت لهن بصمة واضحة في إدارة شؤون البلاد، من خلال التدخل بقرارات أزواجهن.
وسيلة بورقيبة.. نفوذ هائل
يرى بعض السياسيين والمؤرخين على أن وسيلة الزوجة الثانية لبورقيبة، هي من ألغت الوحدة التي تم إعلانها في يناير كانون الثاني 1974 بين تونس وليبيا، وهي من أقنعت زوجها بأن الهوية التونسية ستضيع في هذه الوحدة دون أن تغنم البلاد منها أي فوائد.
ويعتبر هؤلاء أيضا أن وسيلة بورقيبة كانت هي من يرشح أسماء لزوجها لتعيينهم وزراء، وفق درجة رضاها الشخصي عنهم، كما أنها كانت تتدخل لإقالة من لا يعجبها أداؤه أو تتعارض قراراته مع قناعاتها ومآربها.
ومن المواقف المسجلة لها أنها كانت وراء قرار استضافة الفلسطينيين في 1982.
ليلى بن علي.. الحاكمة الفعلية
هي المرأة التي وقع الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في غرامها وهو متزوج بابنة الجنرال محمد الكافي، قبل أن يطلق الأخيرة ويتزوجها.
كثيرون يعتبرون أن ليلىبن علي كان لها تأثيرا سلبيا على سياسة بن علي، وأنه لولاها لاستمر زوجها بالحكم حتى الآن، حيث كانت تتدخل في السياسة والاقتصاد وشتى المجالات، عبر إفادة أقاربها ومعارفها.
ويرى البعض أنها كانت الحاكمة الفعلية، في أواخر عهد بن علي، مع تزايد نفوذها بالتزامن مع تراجع قوة زوجها.
بعيدات عن السياسة
أول سيدة أولى لتونس بعد تأسيس الجمهورية في 25 يوليو تموز 1957، كانت الفرنسية ماتيلد زوجة بورقيبة الأولى، قبل أن تعتنق الإسلام، وهي والدة نجله الوحيد.
رغم ذلك، لم تكن مؤثرة في الحياة السياسية، ولم يذكر أي مؤرخ أنها تدخلت في شأن يهم الدولة، وهو الأمر الذي ينطبق تقريبا على زوجة بن علي الأولى، نعيمة الكافي، و"بياتريس راين" زوجة المنصف المرزوقي الذي تولى الرئاسة عقب احتجاجات 2011، والتي ظلت بعيدة عن السياسة وحتى الأضواء.
ولا يعرف التونسيون شيئا عن زوجة الرئيس المؤقت محمد فؤاد المبزع، وهو بشخصه غير معروف بشكل كبير لدى قسم واسع من الرأي العام المحلي.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز