الفيلم التونسي «جاد» يطلق صرخة وعي لإنقاذ قطاع الصحة

احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة العرض ما قبل الأول في تونس للفيلم الروائي الطويل "جاد" للمخرج التونسي جميل نجار، من بطولة محمد مراد وياسمين الديماسي وسوسن معالج وسهير بن عمارة وعبد الكريم البناني.
استوحى المخرج فيلمه من واقعة حقيقية لطبيب يعمل في المستشفى المحلي بمحافظة جندوبة، شمال غربي تونس، تعرّض لحادث سقوط داخل مصعد معطّل. وقد هزّت هذه الحادثة الرأي العام التونسي عام 2004، وأثارت نقاشًا واسعًا حول واقع الخدمات الصحية الحكومية في البلاد.
تدور أحداث الفيلم حول مواطن من طبقة ثرية يتعرّض لحادث مروري يُنقل على إثره إلى مستشفى عمومي، في الوقت نفسه الذي يُنقل فيه عامل بناء من طبقة فقيرة بعد سقوطه من بناية قيد الإنشاء إلى المستشفى ذاته. ومن خلال تداخل مصيري الشخصيتين، تكشف الأحداث عن هشاشة المنظومة الصحية وتداعياتها المأساوية على المرضى والعاملين في القطاع على حدّ سواء.
في فيلم "جاد"، تتحول الكاميرا إلى شاهد صامت على تدهور المنظومة الصحية العمومية، وعلى ما يسودها من لامبالاة وبيروقراطية، إضافة إلى مظاهر العنف الرمزي التي تطال المرضى.
وقال بطل الفيلم محمد مراد لـ"العين الإخبارية" إن فيلم جاد يسلّط الضوء على واقع قطاع الصحة في تونس، ويحمل رسالة إنسانية واجتماعية. وأوضح أن عائدات الفيلم ستوجَّه لدعم المستشفيات الحكومية في البلاد، مؤكدًا أن الهدف من هذا العمل هو المساهمة في تحسين واقعها.
كما عبّر مراد عن تفضيله للأفلام الهادفة التي تتناول قضايا مجتمعية، دون أن ينتقص ذلك من قيمة الأنماط السينمائية الأخرى.
من جانبه، قال مخرج الفيلم جميل النجار إن جاد يُعدّ أول عمل روائي طويل في مسيرته الإخراجية، مشيرًا إلى أنه اختار أن يستهل هذه المرحلة بمشروع يزاوج بين الصدق الفني والرهان المجتمعي، واضعًا السينما في صلب معركة الكرامة والعدالة الاجتماعية.
وأضاف أن جائحة كوفيد-19 كانت لحظة كشف جماعي لمدى الحاجة إلى مراجعة جذرية لبنية القطاع الصحي، وإعادة الاعتبار للمؤسسات العمومية بوصفها خط الدفاع الأول عن كرامة الإنسان وحقه في العلاج.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز