صدامات بين الأمن ومتظاهرين بتونس بعد وفاة شاب حرقا لتردي الأوضاع
الشاب أضرم النار في جسده احتجاجا على الفقر وسوء الأحوال المعيشية، وتوفي الجمعة بالمستشفى
أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المحتجين الذين أغلقوا الطرق في بلدة جلمة جنوبي البلاد، السبت، بعد وفاة شاب أحرق نفسه احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية السيئة.
- نمو الاقتصاد التونسي يتباطأ إلى 1% في الربع الثالث
- الرئيس التونسي يحذر من تردي الأوضاع في ظل حكومة الشاهد والإخوان
وأضرم عبدالواحد الحبلاني، 25 عاما، النار في نفسه وتوفي في المستشفى الجمعة، احتجاجا على الفقر وسوء الأحوال المعيشية، في واقعة تعيد إلى الأذهان إضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه في 2010.
وكانت السلطات المحلية رفضت الإصغاء لمشاكله، حسب ما أكده أقرباؤه لـ"العين الإخبارية".
وانطلقت مسيرة احتجاجية بمدينة "جلمة" بمحافظة سيدي بوزيد (تبعد 300 كيلومتر عن العاصمة) عقب دفن الشاب، وحدثت الصدامات مع قوات الأمن التونسية.
وحسب شهود عيان فقد أصيب بعض سكان البلدة باختناق، كما أصيب عدد من أفراد الأمن أيضا.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أكثر من شهر من تولي الرئيس التونسي قيس سعيد مقاليد رئاسة الجمهورية، وفي ظل تعطل مشاورات الحكومة، واكتفاء حكومة يوسف الشاهد بتصريف الأعمال، إلى حين الاتفاق على تركيبة الحكومة الجديدة.
وأفادت مصادر نقابية بجهة جلمة من محافظة سيدي بوزيد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، بأن "الانتفاضة التي اندلعت السبت هي نتيجة تواصل الأزمة الاجتماعية بمحافظة سيدي بوزيد".
وأوضحت "أن هذا الحراك الاجتماعي بالجهة يعبر عن النقص في الموارد الأساسية التي يعيشها الجنوب التونسي وانهيار أوضاعه، كما أن الغياب التام لأي إرادة سياسية لتغيير الأوضاع الاجتماعية للمواطنين سيخلق حالة من الاحتقان المتواصل".
ومنذ وفاة البوعزيزي في ديسمبر 2010 حذا العديد من الشبان حذوه بإشعال النار في أنفسهم، في مواجهة الصعوبات الاقتصادية المزمنة في تونس.
وشهدت تونس، في وقت سابق، عدة تحركات واسعة ومظاهرات شعبية في مدن عدة، جراء ارتفاع الأسعار وغياب التنمية والسياسات الاقتصادية الفاشلة لحكومة الشاهد وجماعة الإخوان الإرهابية.