ختام أيام قرطاج الكوريغرافية 2023 في تونس.. رقصة عالمية بصبغة محلية
اختتمت فعاليات مهرجان أيام قرطاج الكوريغرافية بعرض "ماي بي" للكوريغرافية العالمية ماغي ماران بإدارة الكوريغرافي التونسي قيس شويبي مع راقصين تونسيين.
وعرض الختام هو عرض راقص يتضمن تعاونا فنيا بين تونس وفرنسا وكان هذه المرة بطابع تونسي لنسخة جديدة من "ماي بي".
في عام 1981، وُلِد عرض "ماي بي" الكوريغرافي الشهير، الذي سافر حول العالم لمدة تقارب 40 عاما وقدم أكثر من 800 عرض عبر القارات الخمس.
وغاص العرض في كتابات المسرحي "صاموييل بيكيت" وأبحر في دروب مسرح العبث ومفهوم العدم ليجسد ملحمة الإنسان ومحاولته لفهم جوهر هذا الوجود.
وفي ثمرة للتعاون الفني بين تونس وفرنسا، ونتيجة للعلاقة الطويلة والمتينة بين الفنانة التونسية الكوريغرافية "سهام بلخوجة" والفنانة الفرنسية "ماغي ماران"، عاد عرض "ماي بي" إلى تونس لكن هناك تغييرات، حيث يأخذ العرض الطابع التونسي بعدما يتولى الراقصون التونسيون المسرح بأكمله ليكتبوا نسخة جديدة من "ماي بي" بلغة أجسادهم وبأسلوبهم الخاص.
وعاشت تونس طيلة أسبوع، على إيقاعات الجسد الراقص في الدورة الخامسة من أيام قرطاج الكوريغرافية التي انطلقت من 10 يونيو/ حزيران الجاري إلى 17 من الشهر ذاته.
وشارك خلال أسبوع المهرجان، 27 عرضا راقصا من بينها 17 عرضا تونسيا و10 عروض أخرى يؤمنها راقصون من المغرب ولبنان وموزمبيق ومدغشقر وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتوزّعت عروض المهرجان بين فضاءات مغلقة هي مسرح الجهات بمدينة الثقافة والمسرح الوطني بالحلفاوين، وقاعة الفن الرابع ومسرح الحمراء والمسرح البلدي بالعاصمة والمعهد الفرنسي بتونس، وكذلك فضاءات مفتوحة هي شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وساحة ميامي بمنطقة البحيرة والموقع الأثري "توبربو ماجوس" بمنطقة الفحص من محافظة زغوان.
وأشاد سليم بن صافية مدير الدورة الخامسة لأيام قرطاج الكوريغرافية بمجهودات كل الفريق العامل بالمهرجان، والذي نجح في تحقيق الأهداف المرسومة لهذه الدورة، والتي من أهمها الخروج إلى الشارع وتقديم عروض تقرب الجمهور من فن الرقص.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن المهرجان خرج لأول مرة من أسوار العاصمة لتقدّم 3 عروض في الموقع الأثري "توبوربو ماجوس" بمدينة الفحص من محافظة زغوان على أن تزور العديد من المحافظات في قادم الدورات.
وأشار إلى أن هذه الدورة واصلت تجذير بعدها الدولي وتعدد مشاركاتها العربية والأفريقية والأوروبية تأكيدا لعلاقة الرقص بمختلف الفنون الأخرى منها المسرح والموسيقى وتنوع مدارسه، إضافة إلى الندوات والورشات التي تناولت الرقص ولغة الجسد.