معارض تونسي لـ"العين": نساند مظاهرات بنقردان ونرفض العنف
عضو بالمكتب السياسي لحزب حركة الشعب التونسي المعارض يقول إن حزبه يدعم مظاهرات بنقردان لكنه يرفض الإنجرار للفوضى والعنف.
قال أسامة عويدات، عضو المكتب السياسي لحزب حركة الشعب التونسي المعارض، إنه كما كان متوقعاً أخذت رقعة الاحتجاجات الاجتماعية في التوسع.
وأرجع عويدات في تصريحات لبوابة "اليعن" الإخبارية سبب استمرار الاحتجاجات إلى ما وصفه بالخيارات المرتجلة للحكومات المتعاقبة والتعويل الدائم على الوعود غير المدروسة والحلول الموضعية والتفاهمات الجزئية و القطاعية دون انتباه إلى أن مطالب الجهات المحرومة والفئات المهمشة.
وحول رؤيته للحل دعا السياسي التونسي إلى "وضع رؤية شمولية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الحقيقية للازمة التي تراكمت عبر العقود الماضية نتيجة اعتماد منوال تنموي كرس الحيف الاجتماعي وتسبب في تكديس الثروة لدى جهات و شرائح بعينها على حساب باقي الجهات و الشرائح".
وعن مظاهرات بنقرادان قال عويدات، إن حركة الشعب تعبر عن مساندتها اللامشروطة بحق الشعب التونسي في بنقردان والمكناسي ومنزل بوزيان وسائر الجهات في الاحتجاج السلمي على الأوضاع الاجتماعية المتردية، وغياب الحلول الجذرية لمشاكلها المزمنة، كما تدعوهم إلى عدم الإنجرار وراء الممارسات العنيفة التي تضر بالممتلكات العامة و الخاصة.
وأوضح أن حركة الشعب تنبه من جديد إلى أن الاحتقان الاجتماعي سيظل متصاعداً ما دامت مطالب الثورة في التشغيل والتنمية العادلة لم توضع بالجدية اللازمة على رأس سلم أولويات الحكومة.
وأكد على أن تجدد التحركات في المكناسي، القصرين، بنقردان، دليل حاسم على أن أطلاق الوعود واعتماد سياسة المسكنات لن تفيد في ضمان السلم الأهلي، خاصة في ظل تزايد المخاطر الأمنية الناتجة عن العودة المحتملة للجماعات الإرهابية من بؤر التوتر إلى تونس.
وأشار إلى أن الحركة تدعو حكومة الوحدة الوطنية إلى الإسراع في تنظيم حوار وطني اجتماعي يحدد إحداثيات السياسة الاجتماعية الواجب اتباعها لاستئصال الأسباب الحقيقية للاحتقان.
وينفذ أهالي بنقردان، احتجاجات منذ أكثر من شهر، احتجاجاً على ما يصفونه تضييقاً من الجانب الليبي من معبر رأس جدير على التجار التونسيين، ما أدى إلى قطع الطريق المؤدية إلى المعبر.
ويطالب المعتصمون بضمان حسن التعامل مع التجار التونسيين على الجانب الليبي من المعبر، وإلغاء ضريبة الـ 30 ديناراً ليبياً (نحو 13 دولاراً أمريكياً) يفرضها الجانب الليبي على السيارات التونسية، بالإضافة إلى عودة انسياب البضائع بإجراءات واضحة في مقدمتها توحيد الضرائب على السلع المارة والتي تتغير قيمتها كلما تغير المشرف على المعبر.
وخلال الأيام الماضية وقّعت أطراف مدنية تونسية وأخرى ليبية اتفاقاً لإيجاد حل للمشكلة، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ نظراً لرفضه من قبل الإدارة المسيطرة على الجانب الليبي من المعبر.
وتعيش بنقردان ركوداً تجارياً بعد تواصل إغلاق المحتجين للطريق المؤدي إلى المعبر الحدودي.
وتنشط تجارة البضائع الغذائية والإلكترونية عبر المعبر، وهو ما يعد مصدر دخل رئيسي لأغلب سكان المدينة.
ويربط تونس وليبيا معبران حدوديان، الأول معبر "رأس جدير"، الذي يقع في مدينة بنقردان التابعة لولاية مدنين، والثاني، معبر "ذهيبة-وازن" (جنوب معبر راس جدير) يقع في مدينة ذهيبة التابعة لمحافظة تطاوين (جنوب شرق).