نضوب المياه.. «مقصلة» سدود تونس وخبراء يحذرون
تقلصت نسبة المياه في السدود التونسية ووصلت إلى 23%، وفق آخر إحصائيات، لتهدد التونسيين في عطشهم وفي أمنهم الغذائي.
وبالرغم من أن فصل الخريف قد شارف على النهاية إلا أن البلاد لم تشهد تساقطات للأمطار، بعد لينذر ذلك بكارثة مرتقبة.
كما أن المزارعين لم يتمكنوا بعد من القيام بعملية بذر الحبوب في حقولهم بسبب عدم تساقط الأمطار.
وقد دعا منسق المرصد التونسي للمياه (مستقل تأسس عام 2016) علاء المرزوقي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى إعلان حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات لمساعدة المزارعين والفئات الهشة أمام تراجع مخزون السدود في تونس لأول مرة إلى 23 بالمائة.
ووصف وضعية المياه في تونس بالكارثية.. موضحا أنه في الفترة القادمة ستشهد عدة مناطق انقطاعا في مياه الشرب لأيام. ودعا إلى إيجاد حلول عاجلة خاصة وأن استعمالات المياه في تونس هي في حدود 10 مرات من حجم إيرادات السدود.
وأكد أن المناطق المرتبطة بسدود الشمال على غرار العاصمة وضواحيها والمناطق الساحلية ومحافظة صفاقس، ستشهد انقطاعا في المياه لأيام وليس لساعات.
وأكد أن سد سيدي سالم بمحافظة باجة الواقعة بالشمال الغربي، والذي يمثل الشريان الرئيسي لتزويد العاصمة والمناطق الساحلية بمياه الشرب يعيش أصعب فتراته.
وللإشارة، فإن سد سيدي سالم الواقع قرب مدينة تستور بباجة هو أكبر السدود التونسية حيث يمسح حوضه 4300 هكتار وتصل طاقة استيعابه القصوى إلى 643 مليون متر مكعب من المياه. حيث يزود هذا السد الذي تم إنشاؤه سنة 1982 عددا كبيرا من المحافظات التونسية بمياه الشرب والري انطلاقا من محافظات الشمال وصولا إلى محافظة صفاقس (وسط شرقي).
واقترح المرزوقي أن يتم إيقاف استنزاف الموارد المائية بالنسبة للزراعات المعدة للتصدير مثل الطماطم ومساعدة صغار الفلاحين.
ونهاية مارس/آذار الماضي، أعلنت وزارة الزراعة التونسية ولأول مرة، تقسيط توزيع الماء الصالح للشرب حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ قطع الماء ليلا في أحياء عديدة بتونس العاصمة، ضمن نظام لجدولة توزيع المياه على مختلف أنحاء البلاد، لتوفير الاستهلاك.
أمن غذائي مهدد
من جهة، قال ممثل عن اتحاد الزراعة محمد بن معاوية إن انحباس الأمطار والشح المائي أثرا بدرجة كبيرة على القطاع الزراعي وخاصة موسم الزراعات الكبرى.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن عملية البذر التي من المفروض أن تتم خلال بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بعد ارتواء الأرض لكنها تأخرت نتيجة لانحباس الأمطار وشح الآبار السطحية.
وأكد أنه في حال تواصل عدم تساقط الأمطار، لن يقدم المزارعون على بذر أراضيهم خوفا من الخسائر المالية.
ودعا إلى ضرورة وضع حلول عاجلة لتعبئة الموارد المائية لاستعمال المياه المعالجة في زراعة الأعلاف خاصة وأن نقص المياه يهدد أيضا قطاع تربية الماشية.
من جهته، قال الخبير في الموارد المائية التونسي قيس الإمام، إن تونس تواجه تحديات كبيرة متعلقة بانعكاسات التغيرات المناخية.
ودعا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" السلطات التونسية إلى ضرورة وضع خطط قابلة للتنفيذ وذلك من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي، وللتّعامل مع التغيرات لضمان استمرارية التزود بمياه الشرب.
وأكد أنه يجب إحداث محطات لتحلية مياه البحر لتخفيض الضغط على المياه المتأتية من السدود خاصة مع انعدام تساقطات الأمطار، والعمل على توفير البنية التحتية الضرورية لتحويل المياه المستعملة المعالجة للمناطق السقويّة المعنية.
ودعا إلى تكثيف الحملات التوعوية حول قيمة الثروة المائيّة في ظل انحباس التساقطات.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز