تونس «الجافة» تحلم بمواسم الأرز الإندونيسي.. أول عملية استمطار
تسعى تونس لإيجاد حلول قادرة على إنقاذ مائدتها المائية التي تضررت بسبب ندرة التساقطات المطرية، وتكرر أزمات الجفاف.
وفي إطار المفاضلة بين الحلول المطروحة، أعلنت السلطات التونسية أنها ستنطلق في إجراء عمليات الاستمطار بالتعاون مع إندونيسيا.
وقد كشف سفير إندونيسيا بتونس، زهيري مصراوي، أن فريقا إندونيسيا سيزور تونس الخريف المقبل بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024 لإجراء عملية استمطار.
مواسم الأرز في إندونيسيا
وأوضح السفير الإندونيسي أن التجربة أثبتت فاعليتها في إندونيسيا، مفسرا ذلك بأن إندونيسيا كان لها موسم حصاد وحيد للأرز ولكن بعد الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة صار هناك 3 مواسم في السنة.
وأبرز السفير الإندونيسي أن عمليات الاستمطار ستقع فوق السدود على غرار بني مطير والسدود في ولاية زغوان شمالي البلاد.
كما لفت زهيري مصراوي إلى أن إندونيسيا نجحت في تحقيق السيادة الغذائية، وعبر عن أمله أن تتمكن تونس أيضا من تحقيق سيادتها الغذائية.
الخبراء يؤيدون الاستمطار
من جهته، قال الخبير في المناخ حمدي حشاد إن عمليّة "الاستمطار'' تعتبر حلا من الحلول لمجابهة الجفاف.
وأكد لـ«العين الإخبارية» أن هذه العملية ستمكن من تحسين نسبة الأمطار بين 10 و20 في المئة لكنها تحتاج إمكانيات مالية ضخمة وإمكانيات لوجستيّة كبيرة جدّا.
وأوضح حشاد أن هذه التقنية هي عمليّة تعتمد على حقن السحب بكميّة مناسبة من مواد كيميائية بهدف تسريع عملية هطول الأمطار أو زيادة إدرار هذه السحب من المياه.
ما تقنية الاستمطار؟
وتعتمد تقنية الاستمطار على تلقيح السحب عن طريق إضافة جزيئات صغيرة من "يوديد الفضة" وهو ملح ذو بنية بلورية مشابهة لبنية الجليد، بالنسبة إلى السحب الباردة (-5 درجة) وملح "كلوريد الصوديوم" بالنسبة إلى السحب الدافئة، وعادة ما يتم تنفيذ هذه العملية باستخدام طائرة عادية أو مسيّرة.
وأكد أن تونس تعدّ من بين أكثر الدول المهدّدة بندرة المياه في حوض البحر الأبيض المتوسط بسبب تداعيات التغيّر المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
وخلال السنوات الثماني الأخيرة عانت تونس من الجفاف في سبعة مواسم، ما أثّر في الإنتاج الزراعي ومخزون المياه في السدود والذي بلغ نحو 36% من إجمالي طاقة استيعابها حتى مايو/أيار الماضي.
وفي بداية شهر يونيو/حزيران الجاري، فتحت تونس موسم حصاد الحبوب متوقعة جني 7.8 مليون قنطار من محصول متواضع كونه "أقل من المتوسط"، لكنه مرضٍ لأنه أفضل من العام الماضي، وفق ما أكده مسؤولون تونسيون.