تونس.. نحو برلمان "الجمهورية الجديدة"
بآخر مراحل "خارطة الطريق"، تخطو تونس نحو انتخابات تشريعية ترسم ملامح برلمان "الجمهورية الجديدة".
ويدلي التونسيون، بعد غد السبت، بأصواتهم في انتخابات برلمانية تعتبر الرابعة منذ 2011 والخطوة الأخيرة لإرساء مشروع الرئيس سعيّد من أجل بناء جمهورية جديدة، بعد تعليق عمل البرلمان ثم حلّه وحل الحكومة وإجراء استفتاء على الدستور الجديد في 25 يوليو/ تموز الماضي.
واليوم الخميس، بدأ التونسيون في الخارج بالإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثلين لهم في البرلمان، حيث فتحت مكاتب الاقتراع من الساعة الثامنة صباحا وتستمر حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لبلد الإقامة.
فيما تستمر العملية الانتخابية حتى السبت تاريخ بدء الاقتراع داخل تونس.
وغدا الجمعة، تنطلق فترة الصمت الانتخابي في تونس إذ يحظر خلال هذا اليوم على الجهات الرسمية والمعارضين أو المؤيدين للانتخابات القيام بالدعاية الانتخابية قبل يوم من انطلاق التصويت الذي سيجري داخل البلاد يوم السبت.
9 ملايين ناخب
في تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر، على هامش افتتاح المركز الإعلامي الخاص بالانتخابات البرلمانية، إن عدد الناخبين التونسيين بلغ 9 ملايين وهو أكبر رقم مسجل منذ 2011.
وأوضح بوعسكر أن الرقم يمثل التونسيين الذي بلغوا سن التصويت أي 18 سنة، مشيرا إلى أنه تم تسجيل ربع الناخبين آليا ضمانا لمشاركة واسعة للتونسيين فيما يتوزع المسجلون على 50.8 بالمائة نساء و49.8 بالمائة رجال.
كما أكد على ضرورة احترام قواعد الحملة الانتخابية، خاصة يومي الصمت الانتخابي والتصويت، حيث تزداد نسبة الخروقات المسجلة.
ودعا المرشحين والأحزاب الداعمة لهم ووسائل الإعلام إلى احترام الصمت الانتخابي وتجنب القيام بجرائم انتخابية، قائلا: "سجلنا العديد من المخالفات في وسائل الإعلام تمثلت أساسا في بث خطاب العنف والكراهية، وقمنا بالتتبعات القانونية اللازمة".
ودعا التونسيين إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في مجلس نواب الشعب الجديد.
تحضيرات وإجراءات
من جهة أخرى، أكد بوعسكر أنه "إثر مصادقة الشعب التونسي على الدستور، أقبلت تونس على تركيز المؤسسات الدستورية ومنها المؤسسة التشريعية التي سيتم تركيزها إثر إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية".
وشدّد على أن الهيئة انطلقت مباشرة بعد الاستفتاء في العمل الدؤوب للتحضير للانتخابات التشريعية على جميع المحاور، لافتا إلى أنه ضمانا لشفافية العملية الانتخابية منحت الهيئة أكثر من 5000 آلاف بطاقة اعتماد لجمعيات ومنظمات ووسائل إعلام أجنبية ووطنية.
وعن انطلاق الانتخابات خارج البلاد، قال إنه تم تسجيل صفر ترشح في7 دوائر انتخابية من بين 10، فيما تقدم مرشح وحيد بالدوائر الثلاث المتبقيّة، ما يعني فوزه آليّا بمقعد في البرلمان المرتقب، حسب القانون الانتخابي.
واعتبر أن الانتخابات التشريعية التي انطلقت اليوم بالخارج في ثلاث دوائر، ستكون الأولى من نوعها في ظل الدستور الجديد، معتبرا أنها بمثابة الاختبار والتحدّي للهيئة خاصة باعتبار الظرف الزمني الوجيز والمحدّد بـ 3 أشهر.
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين بالخارج نحو 348876 ناخباً، موزعين على 47 دولة.
ويتكون البرلمان الجديد من 161 نائبا ويحلّ محل البرلمان الذي جمّد سعيّد أعماله في 25 يوليو/ تموز 2021 ثم حلّه لاحقا، للإفلات من منظومة كرست الفساد والإرهاب بقيادة الإخوان.
ويتنافس ألف و58 مرشحا على 161 مقعدا بمجلس النواب، في 161 دائرة انتخابية، بينهم 120 امرأة فقط.
ووفق خبراء فإن ما يميز هذه الانتخابات، هو أنّ معظم المشاركين فيها من المستقلين، إضافة إلى أحزاب "لينتصر الشعب" (يضم شخصيات وحزب التيار الشعبي)، وحركة الشعب (قومية)، وحراك 25 يوليو، وحركة "تونس إلى الأمام".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز