كارثة بيئية تضرب السواحل التونسية.. نفوق جماعي للأسماك وتغير لون البحر

تشهد عدة شواطئ تونسية منذ أيام أزمة بيئية حادة، بعد نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وظهورها طافية على سطح البحر، بالتزامن مع تغير لون المياه إلى الأخضر، ما أثار مخاوف من تداعيات صحية وبيئية خطيرة.
ورُصدت الظاهرة بشكل لافت في شواطئ مدينة سليمان بمحافظة نابل، شمال شرقي البلاد، وكذلك في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس. وقد سارعت السلطات إلى التدخل ميدانيًا لجمع الأسماك النافقة، مع إصدار تحذيرات للسكان بعدم الاقتراب من المياه أو استهلاك الأسماك المتأثرة.
وقالت راضية بُوذينة، المسؤولة بالهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إن نفوق الأسماك مرتبط أساسًا بتكاثر مفرط وغير عادي للطحالب المجهرية التي تستهلك الأوكسجين المذاب في المياه وتفرز سموماً بحرية، مما يؤدي إلى اختناق الأسماك. وأوضحت أن هذه الظاهرة تفاقمت بفعل التلوث الصناعي ومياه الصرف الصحي وقلة تجدد المياه وضعف التيارات البحرية، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة خلال سبتمبر الجاري.
وحذّرت بُوذينة من خطورة تسرب الأسماك النافقة أو المصابة إلى الأسواق، مؤكدة أن الهيئة كثّفت الرقابة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والبلديات في محيط بحيرة تونس الجنوبية والمناطق الساحلية القريبة لحماية صحة المواطنين.
من جانبها، أوضحت سعاد شطوطي، ممثلة جمعية البيئة والتنمية بسليمان، أن وزير البيئة قام أمس الأحد بزيارة ميدانية لمعاينة الوضع، مشيرة إلى أن السلطات المحلية باشرت منذ اللحظة الأولى رفع عينات من الأسماك والمياه والأودية لفحصها في المعهد الوطني لعلوم البحار والوكالة الوطنية لحماية المحيط.
وأشارت شطوطي إلى أن بلدية سليمان تولت دفن الأسماك النافقة بعد تغطيتها بطبقة من الجير، وفق الإجراءات المعمول بها، مؤكدة أن الجمعية تواصل تنفيذ تحاليل دورية على مياه البحر على مدار السنة لضمان سلامتها.
كما شددت على ضرورة حماية المناطق الرطبة والسباخ التي تُعد خط الدفاع الأول في معالجة الملوثات المتسربة من محطات الصرف الصحي قبل وصولها إلى البحر، بما يسهم في تقليل المخاطر البيئية.
يُذكر أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت سواحل محافظة المنستير في يونيو الماضي نفوقًا مشابهًا للأسماك بين منطقتي خنيس وطبلبة، ما يثير القلق بشأن تكرار الظاهرة وتوسعها على طول السواحل التونسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز