بعد تعرضها لعنف لفظي.. تضامن واسع في تونس مع درصاف القنواطي
تعرضت الحكمة التونسية درصاف القنواطي لعنف لفظي ومعنوي خلال المباراة التي جمعت الترجي الرياضي التونسي والنادي الأفريقي في ملعب رادس.
القنواطي، وهي أول حكمة عربية تدير مباريات نهائية لكرة القدم للرجال، واجهت هجومًا من رئيس النادي الأفريقي بعد قرارها بمواصلة اللعب.
أثار هذا الهجوم موجة من التضامن النسوي في تونس، حيث نددت جمعية النساء الديمقراطيات في تونس بما تعرضت إليه القنواطي.
وعبرت العديد من الناشطات عن دعمهن للقنواطي، مؤكدات على ضرورة حماية النساء من العنف في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي.
وقالت الجمعية إن هذه الحادثة انتشرت في شريط فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتبقى، كغيرها من حوادث العنف المسلط على النساء في الفضاء العام، وصمة عار على جبين مرتكبيها وموجبة للمحاسبة القانونية".
وأكدت أن "هذا العنف في المقابلات الرياضية في تونس والعالم لا يعتبر حدثا عابرا، وهو بكل أسف ليس الأول من نوعه، كما أن العنف المسلط على الَحَكَمة لا تبرير له -فلا يجب الدخول في متاهات إن كان قرارها صائبا أم لا- وهو يشكل جزءا مما تتعرض إليه النساء في الفضاءات التي هيمنت عليها السلطة الذكورية منذ عقود، إذ لا زلن يتعرضن إلى تهديدات متواصلة وتضييقات وتقزيم ونعوت بشعة إضافة إلى جميع أشكال التمييز والعنف القائم على الجنس، والتي لا هدف منها سوى الحطِ من كرامة النساء وإرغامهن على الخروج كراهيةً من جميع الفضاءات بمبررات واهية".
وأعربت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات عن تضامنها مع "السيدة الحَكََمة أمام ما لحقها من ضرر"، مشددة على ضرورة تجريم العنف اللفظي.
ونددت بشدة بالتمييز الذي تعرضت له الحكمة، وطالبت بمحاسبة مرتكبه وفقا للقانون 58 لسنة 2017.
كما طالبت الجمعية، وزارة الشباب والرياضة بتحمل مسؤوليتها أمام انتشار العنف وخطابات الكراهية المعادية لحقوق النساء وتلتزم بضرورة إطلاق حملات توعوية لجميع النوادي التونسية.
ودعت الجمعية كل الجماهير الرياضية إلى النأي عن مثل هذه التصرفات التي من شأنها المس من تاريخ فرق تونسية عريقة والحط من نُبل الرياضة التي هي اليوم فضاء مشترك للجميع على حد السواء.
وأكدت أن" الجامعات الرياضية التونسية في كل الاختصاصات، ملزمة باحترام القوانين وأن تنطلق بشكل فعلي وعاجل على وضع سياسات عمل داخلية تحترم فيها جميع الحقوق وأن تكرس المساواة التامة والفعلية من خلال ميثاق المبادئ الأساسية الذي من شأنه القطع مع كل أشكال العنف والمضي قدما بالرياضة في تونس".
وأشارت إلى أن ما ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي من أشكال العنف ليس إلا جزءا بسيطا من الظاهرة حيث يبقى العنف المسكوت عنه أشد عمقا، مما يتطلب تجند كافة أطياف المجتمع وكل المؤسسات من أجل القطع مع جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء في كل الفضاءات، بما فيها الفضاءات الرياضية، من أجل بناء مجتمع المساواة ومجتمع ضامن لحقوق كافة أفراده على حد السواء.