رمضان الخير.. نابل التونسية تتوشح بالبياض مع انطلاق موسم جني «زهر النارنج» (خاص)
مع بداية فصل الربيع تتفتح الأزهار لتنذر بانطلاق موسم جني زهر النارنج في تونس، الذي يعد من أجود أنواع الزهور في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما جعلها مقصداً لأهم مصانع العطور الفاخرة خاصة الفرنسية والإيطالية.
ولهذا الموسم طقوس خاصة لدى التونسيين الذين يستبشرون بقدومه لما يحمله من بشائر خير عليهم، لما يفوح به من روائح ساحرة إضافة لما يدره من أموال.
وفي محافظة نابل (شمال شرقي تونس) التي تشتهر بأشجار النارنج، حيث تستحوذ على 90% من الإنتاج المحلي، تنبعث روائح "الزهر" من الأشجار التي تمتد على مئات الهكتارات لتتوشح باللون الأبيض الناصع لتأسر زائريها بجمال المكان.
وقبل أن تتفتح الأزهار ينطلق المزارعون وأغلبهم من النساء، في جمعها من الأشجار، ويُفرَش تحت الشجرة بساط كبير، لتصعد النساء أو الرجال على السلم للوصول إلى أعلى الأشجار وجمع ما عليها من تلك الأزهار ثم يتم تنقيتها من الأوراق والشوائب وجمعها في سلال وبيعها في الأسواق المخصصة لها.
وفي تلك الأسواق يتم شراؤها وتوجيهها إلى مصانع التقطير لاستخراج النيرولي وتصديره بأسعار باهظة، لتتحول فيما بعد إلى أفخم أنواع العطور العالمية.
وتصدر تونس بين 700 و750 كيلوغراماً سنويا من روح زهرة النارنج "النيرولي" بثمن يفوق 20 ألف دولار للكيلوغرام الواحد، ويتهافت على "النيرولي" صانعو العطور الفاخرة، لجودته مقارنة ببلدان أخرى.
أما الأهالي فيجمعون الأزهار لتقطيرها واستخراج "ماء الزهر" الذي يتم استعماله في عدة مجالات من بينها الطبخ والتجميل والأغراض الصحية.
ومرحلة التقطير تتمثل في وضع الأزهار في وعاء من النحاس يسمى "القطّار" مع قليل من المياه، ويغطى جيدا وتوقد النار تحته، وبمجرّد أن يغلي الماء يتحوّل إلى بخار يسري في أنبوب طويل، ويمرّ عبر إناء آخر كبير مليء بالماء البارد ليصبّ في قارورة بلورية تملأ بقطرات ماء الزّهر.
ويوفر جمع أزهار النارنج وتقطيره عملا موسميا ورزقا لنحو 3 آلاف عائلة بالأساس، ولا تستغني غالبية العائلات في تلك المحافظة عن غرس أشجار النارنج في بيوتها وأراضيها الزراعية.
وقال رئيس الاتحاد المحلي للزراعة بنابل عماد الباي إن موسم جني الزهر يمتد خلال شهري مارس/أذار وأبريل/نيسان فقط، مؤكدا انطلاق مصانع تحويل الزهر في العمل.
وأكد في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أنه رغم انطلاق البعض في عملية الجني بصفة مبكرة نظرا للتغيرات المناخية إلا أنه من المستحسن التريث إلى أن تصبح زهرة "النارنج" جاهزة لإنتاج زيت نيرولي ذي جودة وبكميات أكبر.
وأفاد بأن المساحات الجملية لأشجار النارنج بمحافظة نابل، تقدر بـ350 هكتارا، موضحا أنه يبلغ الإنتاج خلال هذا الموسم ألفيْ طن، كما ينتظر أن يكون أفضل من المواسم المنتهية على مستوى الأسعار والإنتاج.
وأكد أن الموسم انطلق بأسعار جيدة ومقبولة وسيتم ضبط الأسعار في القريب العاجل.
وأوضح أنه في تونس يوجد 8 وحدات لتحويل زيت النيرولي، ويحاول القائمون المحافظة على هذه الثروة الطبيعية عبر توفير موادها الأولية.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز