«حضرة رجال تونس».. سهرة استثنائية تزين ليالي رمضان (خاص)

احتضنت قاعة الأوبرا في العاصمة التونسية، مساء الجمعة، أمسية رمضانية استثنائية أحيتها مجموعة "حضرة رجال تونس" بقيادة الشيخ توفيق دغمان، وذلك ضمن فعاليات تظاهرة "رمضان في المدينة".
الفعالية التي انطلقت في الثالث من مارس/آذار الجاري، تستمر حتى 28 من الشهر ذاته، مقدمة 29 عرضًا فنيًا متنوعًا بين الموسيقى والمسرح، في إطار احتفالية ثقافية تمتد طوال الشهر الكريم.
تألقت فرقة "حضرة رجال تونس" في ليلة طغى عليها الطابع الصوفي، حيث زينت الأزياء التقليدية التونسية المشهد، وملأت رائحة البخور المكان، بينما تفاعل الجمهور بحرارة مع الإيقاعات الروحانية والإنشاد الصوفي. صدحت القاعة بأصوات المتصوفة وهم يرددون أشهر الأناشيد الدينية مثل "طالت الأشواق"، "الليل زاهي"، "جدّ الحسين"، "يا فارس بغداد"، و"نادوا لباباكم"، ما خلق حالة من "التخميرة"، وهي النشوة الروحية التي يعيشها المريدون أثناء الحضرة.
الحضرة ليست مجرد عرض موسيقي، بل هي تجربة روحانية تمتد جذورها إلى الطرق الصوفية السنية، حيث يجتمع المريدون في مجالس الذكر التي تتميز بتلاوة القرآن، الإنشاد الديني، المديح النبوي، وإلقاء الشعر الصوفي، إلى جانب استخدام بعض الأدوات الموسيقية التقليدية مثل الدف. وقد حملت هذه الليلة رسالة واضحة عن أهمية الحفاظ على التراث الروحي التونسي وإحيائه في أجواء رمضانية عامرة بالإيمان والفن الهادف.
في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أعرب الشيخ توفيق دغمان عن سعادته بلقاء جمهور محب للأغاني الصوفية خلال هذه السهرة، مؤكدًا أن "حضرة رجال تونس" ما زالت تحافظ على أصالتها الموسيقية، من خلال تقديم الأناشيد الروحانية التي تنبع من الموروث الثقافي والديني التونسي. كما أشاد بفعالية رمضان في المدينة، التي اعتبرها منارة ثقافية رمضانية، تستقطب جمهورًا متعطشًا للفن الأصيل، مما يعزز مكانتها كأحد أهم الفعاليات الثقافية خلال الشهر الفضيل.
وتواصل وزارة الثقافة التونسية تقديم دعمها للبرامج الفنية خلال رمضان، حيث تزخر الفعالية بعروض متنوعة تجمع بين الموسيقى والمسرح، مثل عرض الفنان هلال بن عمر، بالإضافة إلى المسرحيتين "بينومي" و"للاهم"، إلى جانب العرض الموسيقي "فسيفساء عربية أندلسية"، ما يضيف بعدًا إبداعيًا جديدًا للمشهد الثقافي في تونس خلال الشهر الكريم.
aXA6IDE4LjExNy44MC4yNDEg
جزيرة ام اند امز