زوجة قيس سعيد.. سيدة تونس الأولى.. "مع وقف التنفيذ"
بعيداً عن الإعلام صعدت القاضية إشراف شبيل إلى قمة الهرم الحاكم في تونس برفقة زوجها الرئيس الجديد قيس سعيد
صورتها ونظراتها المحملة بمجلدات من الكلام، وهي تحرس زوجها قيس سعيد يوم إعلان النتائج التقديرية للدور الثاني للرئاسية، دفعتها نحو أضواء حاولت تجنبها طوال الفترة الماضية، لتتصدر الاهتمام المحلي والدولي أيضا.
هي القاضية إشراف شبيل زوجة سعيد الفائز بالانتخابات الرئاسية التونسية والمرأة التي أعلن زوجها في تصريحات سابقة أنه لن يمنحها المنصب البروتوكولي المتعارف عليه "سيدة تونس الأولى".
سيدة غير معروفة خارج وسطها المهني الضيق، وهذا ما جعل الاهتمام بها يتضاعف للنبش في مسيرة هذه المرأة صاحبة الملامح الهادئة، ضمن مرجعية تاريخية يتبناها التونسيون منذ زمن، مدفوعين بفضول اكتشاف زوجات رؤسائهم، من منبع القصص الكثيرة التي حامت حول سيدات تونس الأوائل السابقات والمشحونة بالكثير من الحقائق والشائعات أيضا.
"إشراف وقيس"
خلافا لما يبدو عليه من صرامة، لـ"سعيد" وجه آخر رومانسي وعاشق، وهو الذي استطاعت إشراف أن تختطف قلبه وتوقعه في حبها حين كانا طالبين بالجامعة بمحافظة سوسة الساحلية.
قصة فيها الكثير من الرومانسية رواها سعيّد في إحدى الإذاعات المحلية قبل عامين، في تفاصيل عادت اليوم لتأسر التونسيين ممن يقتلهم فضول الاطلاع على حياته الخاصة.
وبالفعل، قاد قيس علاقته بزميلته إلى بر الأمان وتزوجا، واستمر زواجهما حتى اليوم، وأنجبا ثلاثة أبناء هم: عمرو وسارة ومنى.
الظهور الأول
التقطت عدسات الكاميرات صورها حين ظهرت لأول مرة مع زوجها للإدلاء بصوتها في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وتصدرت وقتها صورها مواقع التواصل الاجتماعي.
بملامح هادئة وإطلالة أنيقة راقية، بدت سيدة عصرية لاقت إعجاب كثيرين، وفندت الكثير من التخمينات الخاطئة التي كانت تروج لأن سعيد سلفي وأن زوجته ستكون على شاكلة أدبيات هذا التيار من حيث مظهرها.
وعقب تلك الصور، باتت تحت مجهر الإعلام والرأي العام، وتدفقت التقارير الإعلامية محاولة رصد سيرتها الذاتية، استنادا إلى زملائها أو من يعرفها عن قرب، قبل أن تثير الإعجاب مرة أخرى بصورها وهي تقف تحرس زوجها من بعيد، وتنصت باهتمام وشغف إلى كلماته، بينما كان يلقي خطاب الفوز بين أنصاره في أحد نزل العاصمة.
قصر قرطاج "تحت الولاية القضائية"
لأول مرة، يستعد قصر الرئاسة بقرطاج لاستقبال سيدة أولى بمنصب قاضية، ما جعل متابعي التواصل الاجتماعي يتناولون الموضوع من جانبه الطريف، وتتوالى تعليقات من قبيل أنه "لا خوف على القصر طالما سيكون تحت الولاية القضائية لمدة 5 سنوات".
عرفت شبيل بحبها للمطالعة، وبتفانيها وانضباطها الكبيرين في عملها، بشهادة من زملائها والعديد من المحامين التونسيين، ممن أكدوا نزاهتها في أداء مهامها وعلاقاتها الطيبة مع محيطها، كما أنها شخصية لا تميل إلى السيطرة وبعيدة عن حب الظهور، وهذا ما يفسره مختصون بأن دورها كسيدة أولى للبلاد لن يتجاوز المنصب البروتوكولي إلى التأثير على زوجها، الجانب الذي يخشاه التونسيون نظرا لتجارب شهدوها من خلال زوجتي الرئيسين الأسبقين زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بورقيبة.
توقعات تأتي منسجمة مع تراجع أدوار سيدات تونس الأوائل منذ احتجاجات 2011 التي أفرزت نوعا من الحذر من قبل الرؤساء فيما يتعلق بتدخل زوجاتهن بمهامهم وبشؤون الدولة التي تعود إليهم، وهو ما كان عليه الحال مع كل من ليليا المبزع زوجة فؤاد المبزع، ثم بياتريس راين المرزوقي زوجة المنصف المرزوقي، فالمرحومة شاذلية قائد السبسي زوجة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وأخيرا سيران الناصر زوجة الرئيس الحالي محمد الناصر.
الولادة والمسار المهني
ولدت إشراف شبيل في صفاقس جنوبي البلاد، لكن أصولها تنحدر من مدينة طبلبة بمحافظة المنستير الساحلية، وقد ورثت عن والدها القاضي بمحكمة الاستئناف حبه للمجال.
وبحكم انتقال والدها من مدينة لأخرى بسبب تغير مكان عمله، ترعرعت شبيل على التعود على تغيير المكان والأشخاص، وتعلمت كيفية التأقلم مع ذلك، وتشكيل محيط سريع من الأصدقاء في وقت وجيز، وفق مقربين منها.
تابعت دراستها بالمدرسة الفرنسية بسوسة قبل أن تلتحق بمعهد ثانوي بالمحافظة نفسها، وحصلت على شهادة الباكالوريا ومنه إلى كلية الحقوق.
بعد الكلية، انضمت إلى المعهد الأعلى للقضاء، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في العلوم الجنائية، لتحقق بذلك حلم والدها بأن تصبح قاضية، وتقلدت مهام مستشارة بمحكمة الاستئناف ووكيلة رئيس المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس.
واليوم، تستعد القاضية لدخول القصر الرئاسي، مهددة بـ"حكم" صادر عن زوجها ويقضي بإلغاء بروتوكول السيدة الأولى.. لكن هل تقبل أم تطعن في الحكم وتحصل رغم كل شيء على اللقب؟.. في كل الأحوال هي سيدة تونس الأولى لكن مع وقف التنفيذ.
aXA6IDMuMTI5LjM5Ljg1IA== جزيرة ام اند امز