تونس تحيي الذكرى 61 للاستقلال.. تفاؤل رغم الصعوبات
تونس أحيت اليوم الأحد، الذكرى الحادية والستين لاستقلالها، تخليدًا لأجيال ضحّت من أجل استقلال تونس، ومن أجل بناء الدولة المستقلة
أحيت تونس، اليوم الأحد، الذكرى الحادية والستين لاستقلالها، تخليدًا لأجيال ضحّت من أجل الاستقلال، ومن أجل بناء الدولة المستقلة، وسط تفاؤل بمستقبل باسم استكمالًا للمسار الانتقالي الديمقراطي الذي تسير على دربه البلاد.
ومثّل يوم 20 مارس/آذار 1956، منعرجًا مفصليًا في تاريخ بناء الدولة الوطنية الحديثة، ما يبقيه دومًا رمزًا في تاريخ التونسيين وذاكرتهم، لما تم تحقيقه من مكاسب في مختلف المجالات في دولة الاستقلال التي تمكنت من بناء مؤسساتها السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والإدارية والعسكرية والأمنيّة بفضل رجال وطنيين، وشعب توّاق إلى الحرية، متمسّك باستقلال بلاده.
وبعد أن أشرف على حفل استقبال لأكثر من 1500 شخصية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لعيد الاستقلال، سيكون الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في سهرة الليلة، في حوار خاص للقناة الوطنية التونسية الأولى.
واحتفلت جميع جهات البلاد بذكرى عيد الاستقلال، من خلال مواكب تمّ خلالها تحية العلم بمشاركة فرق المراسم للجيش ووحدات الأمن وأطفال رياض ونوادي الأطفال وشباب وفتيات الكشافة التونسية ومقاومين ومناضلين.
ساحة العلم
وبهذه المناسبة دشن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، صباح اليوم، ساحة العلم بحديقة البلفدير، وسط تونس العاصمة، وتمّ تنظيم موكب رفع العلم الضخّم، بحضور أعضاء الحكومة، إلى جانب الطالبة خولة الرشيدي، التي منعت في العام 2012 أحد أفراد تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي، من إبدال العلم التونسي بعلم آخر، وفق بناية كلية الآداب بمنوبة.
وتحدث وزير الإسكان التونسي محمد صالح العرفاوي، عن ساحة العلم التي أثارت بعض الجدل، قائلًا: "هذه ساحة مهيئة، وسارية تحمل العلم التونسي بطول 65 مترًا، ويبلغ بعدا العلم (14 مترًا على 21 مترًا)، أي مساحة 300 متر مربع، والساحة تبقى مفتوحة لجميع التونسيين لزيارتها".
ترسيخ قيم الجمهور
وبمناسبة الذكرى 61 لاستقلال تونس، أكد حزب "المبادرة" - في بيان اطلعت عليه "بوابة العين الإخبارية" - أنه يتطلع إلى أن يبقى يوم 20 مارس دومًا محطة فارقة لمزيد من التشبع بروح المسؤولية، والحفاظ على الاستقلال وترسيخ قيم الجمهورية وتركيز أسس المواطنة، ودعا الحزب الحكومة إلى الإسراع في القيام بالإصلاحات الضرورية في مختلف المجالات.
من جانبها، أعلنت الهيئة السياسية لحزب "نداء تونس"، أنها ستمضي على طريقة التعبئة الوطنية الشاملة داخل الحزب وصحبة كل التيارات الوطنية في البلاد من أجل إنجاح مشروع المصالحة ووقف حالة الاستهداف الرمزي والمادي لرموز وبناة دولة الاستقلال على مدار أكثر من ستين سنة.
قانون المصالحة الاقتصادية والمالية
في حواره الليلة، يعيد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي طرح قانون المصالحة الاقتصادية والمالية مع المتورطين في ملفات فساد في عهد النظام السابق في صيغة جديدة ومعدّلة، من خلال مشروع قانون أساسي يتعلق بالمصالحة بخصوص الموظفين العموميين وأشباههم من أجل أفعال تتعلق بالفساد المالي وبالاعتداء على المال العام، وذلك بهدف إعادة الثقة إلى إطارات الدولة وتحرير الإدارة التونسية من حالة الشلل التي أصابتها بسبب إحجام الموظفين عن تحمل المسؤولية.
وأكدت مستشارة رئيس الجمهورية سعيدة قراش – في تصريح صحفي – أنّ رئاسة الجمهورية ستقدم صيغة معدلة من مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية، بعد الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي واجهتها الصيغة الأولى منه والمسلّمة إلى البرلمان".
وسمحت "معاهدة باردو" التي وقعت في 12 مايو 1881 بخرق السيادة الوطنية والاحتلال الكامل للبلاد و إخضاع تونس للحماية الفرنسية، وفي 29 فبراير 1956 تمّ التوقيع على وثيقة الاستقلال بعد مفاوضات مع المستعمر الفرنسي تم التوصل إلى ممارسة تونس لمسؤولياتها في ميادين الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني.