التغيرات المناخية تضرب غابات تونس.. والتشجير أبرز الحلول
تعد الغابة ثروة طبيعية ودرعاً ضد التغيرات المناخية، حيث تحد من الاحتباس الحراري، وتحمي التربة من الانجراف، إضافة إلى ما توفره من تنوع بيولوجي.
لكن تواتر الحرائق التي عانت منها البلاد خلال هذه الصائفة هدد هذا التنوع البيولوجي لتنطلق السلطات التونسية في حملة تشجير عن طريق زرع أشجار باعتبارها حلّا جذريا لمقاومة التصحر والحد من ظاهرة الانحباس الحراري، كما تشكل مورد رزق للسكان المحليين.
تمتد الغابات في تونس على نحو ستة ملايين هكتار ما يعادل 34 في المئة من مساحة البلاد، بينما يبلغ عدد سكان الغابات نحو مليون ساكن، أي ما يمثل 7 في المئة من مجموع السكان، وتسهم بـ1.33 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، و14 في المئة من الناتج الفلاحي.
ويرى الأستاذ الجامعي والباحث في التغيرات المناخية سمير القادري أن عملية التشجير تهدف لمجابهة تأثيرات التغيرات المناخية وإعادة الكساء النباتي وإصلاح الأراضي الزراعية وحمايتها من الانجراف، والمحافظة على التنوع البيولوجي، وعلى الأصول النباتية والحيوانية.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه يتم سنويا تشجير ما بين 10 و15 ألف هكتار إلا أن هذه المجهودات تضيع بسبب حدة الحرائق.
وأوضح أن بلاده خسرت السنة الماضية أكثر من 25 ألف هكتار من الغابات بسبب الحرائق.
وأشار إلى أن الغابات التونسية الموجودة في الجبال تحتوي على أشجار مزروعة منذ مئات السنين.
وأضاف أن هذه الأشجار مثل أشجار الصنوبر عندما تحرق يصعب نموها من جديد لأنها نمت وكبرت وعاشت في ظروف مناخية قديمة عندما كانت الأمطار تهطل بغزارة، لكن حاليًا تغير الوضع، وأصبحت تونس تعاني من انحباس للأمطار لذلك عندما تحترق هذه الأنواع القديمة يصعب إعادة إنباتها من جديد.
وتابع: "كما أن فرار الحيوانات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بسبب الحرائق وانعدام توفر المياه بعد جفاف عيون كثيرة في الجبال التونسية بسبب انحباس الأمطار".
من جهة أخرى، قال الناشط الجمعياتي جلال السالمي إن الغابات تتمركز بالأساس في جهة الشمال الغربي بين منطقتي “خمير” و“مقعد”.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الثروة الغابية التونسية تعاني من عدة عوامل مثل الجفاف والحرائق صيفاً، وقطع الأشجار وسرقة الحطب من مساحات كبيرة.
وأكد أن الغطاء النباتي في تونس تضرر كثيرا بسبب تواتر الحرائق وبسبب الزحف العمراني ليتسبب ذلك في تصحر عديد المناطق، خاصة وأن تونس تمتلك 17 حديقة وطنية و27 محمية طبيعية و42 منطقة رطبة ذات أهمية دولية.
وأشار إلى أن الحل من أجل مجابهة التصحر هو غرس غطاء نباتي جديد يوفر بيئة سليمة والأكسجين.
وأوضح أن الغابات تساهم في دعم النشاط الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل لسكان المناطق الغابية، من خلال إنجاز مشاريع لتربية النحل، أو جني الصنوبر الحلبي، أو تقطير الأعشاب الطبية.
وتشير دراسة تونسية بعنوان "استباق تغيّر المناخ.. المخاطر والفرص الاقتصادية"، إلى زيادة تواتر حرائق الغابات، ومن المتوقع أن تؤدي الحرائق إلى خسارة 180 ألف هكتار بحلول عام 2030، ما يعادل خسارة اقتصادية قدرها 11.24 مليون دولار.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز