ثاني تحقيق مع زعيم إخوان تونس خلال أسبوع.. هل اقتربت النهاية؟

في أسبوع واحد، يمثل زعيم إخوان تونس مرتين أمام القضاء في تهم تتعلق بالإرهاب وسفك دماء، ما يعكس تاريخا دمويا ارتبط بالرجل طوال حياته.

ويمثل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم الخميس أمام قوات مكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة في ضواحي العاصمة التونسية، لسماع أقواله بشأن ما ورد في شريط مسجل يتضمن حوارا دار بينه وبين عناصر من تنظيم أنصار الشريعة الإرهابية.

وأنصار الشريعة تنظيم محظور في تونس متورط في اغتيال القياديين اليساري شكري بلعيد، والقومي محمد البراهمي عام 2013.

وكانت السلطات القضائية حددت جلسة سابقة للاستماع لأقوال الغنوشي في نفس القضية، لكنه تغيب عن تلك الجلسة لدواع "صحية" حسب زعمه حينها.

وتربط هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي بين أنصار الشريعة وحركة النهضة، وتؤكد أن تنظيم الإخوان ضالع في جريمتي الاغتيال.

وكان المحامي التونسي وعضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد، عبدالناصر العويني، أكد في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" أن القيادات السياسية بحركة النهضة الإخوانية متورطة بعملية اغتيال بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013.

وسبق للغنوشي المثول أمام القضاء على ذمة قضايا إرهابية، منها "تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر"، و"أنستالينغو (قضية تجسس)"، و"جمعية نماء الإرهابية".

والثلاثاء الماضي، مثل زعيم إخوان تونس، أمام قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، في التهمة التي توجه له من قبل أحد أعضاء النقابات الأمنية، وتتمثل في تكفير أعوان الأمن ووصفهم بـ"الطواغيت".

النهاية تقترب

ويرى مراقبون أن النهاية الحتمية لهذا الرجل الثمانيني اقتربت ما جعل أنصار الإخوان وعددهم قل كثيرا، يندفعون لمساندته خوفا على شيخهم من السجن، في محاولة يائسة.

وقال حسن التميمي الناشط السياسي التونسي، إن العنوشي قد تراه مكرما مبجلا بين أنصاره، وهو بمثابة المرشد الذي يأمر فيطاع، لكن هذه القداسة تتلاشى بمجرد مغادرته مقر حركة النهضة.

وأشار في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه "منذ 25 يوليو/تموز 2021، حاولت النهضة اللجوء إلى العنف من أجل العودة للحكم وآخرها قضية التآمر على أمن الدولة التي تورط فيها قياديوها للانقلاب على قيس سعيد".

وتوقع الناشط السياسي، أن تنتقل حركة النهضة في تونس مع استمرار الملاحقات القضائية، إلى مرحلة العنف، خاصة في حالة إلقاء القبض على شيخ الإخوان، لأن تاريخ الجماعة وشيخها دموي ومرتبط ارتباطا كليا بالإرهاب.