الثاني خلال ساعات.. توقيف قيادي بارز في "النهضة" التونسية
ألقت السلطات الأمنية التونسية القبض على رئيس مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية عبد الكريم الهاروني، بعد وقت قليل من توقيف رئيسها المؤقت.
وقالت مصادر تونسية لـ"العين الإخبارية" إن قوات الأمن في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء ألقت القبض على الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة وتم اقتياده لوحدة مكافحة الإرهاب بالعوينة ضواحي العاصمة التونسية.
ويأتي ذلك بعد وقت قصير من توقيف الرئيس المؤقت لحركة النهضة منذر الونيسي الذي اقتيد لوحدة مكافحة الإرهاب أيضا على خلفية تسريب صوتي لمكالمة هاتفية تحدث خلالها عن تمويلات خارجية للتنظيم وما ارتبط بها من فساد بين قيادات الحركة.
وتكافح تونس منذ نحو عامين جماعة الإخوان المصنفة كتنظيم إرهابي في عدد من الدول العربية، وسط مطالبات برلمانية بإجراء مماثل في تونس.
ويأتي توقيف الهاروني رئيس مجلس شورى النهضة بعد يومين من وضعه تحت الإقامة الجبرية بعد محاولته تنظيم مجلس شورى حركة النهضة، رغم قرار السلطات التونسية بغلق جميع مقار الحركة وحظر جميع اجتماعاتها منذ اعتقال راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس، في 17 أبريل/نيسان الماضي.
ويحاكم الغنوشي في عدة قضايا على خلفية اتهامات بالفساد والإرهاب.
ورأى مراقبون أن قرار توقيف الهاروني يعني أن سلطات التحقيق باتت تملك أدلة تخول لها توجيه اتهامات جنائية له بعد أن وضعته قيد الإقامة الجبرية لمدة 40 يومًا تطبيقًا لأوامر أصدرها وزير الداخلية التونسي كمال الفقي التي صدرت السبت الماضي.
وفي وقت سابق قالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن السلطات الأمنية في تونس أوقفت الرئيس المؤقت لحركة النهضة منذر الونيسي، لافتة إلى أنها اقتادته إلى وحدة مكافحة الإرهاب بضواحي تونس العاصمة.
يأتي التحرك بعد تسريب صوتي للونيسي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي كشف عن تلقي الحركة الإخوانية تمويلات خارجية، وملفات فساد قيادتها.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها لـ"العين الإخبارية" أن توقيف الرئيس المؤقت للنهضة جاء من أجل التحقيق معه بشأن التسجيل المسرب.
وقبل يومين انتشر التسجيل المسرب للونيسي الذي هاجم خلاله راشد الغنوشي وعائلته وعدد من قيادات الحركة على خلفية ملفات الفساد التي اكتشفها بعد تسلمه مهام منصبه.
والتسجيل المشار إليه هو اتصال هاتفي بين الونيسي والصحفية التونسية التي تعيش خارج البلاد شهرزاد عكاشة.
وتحدث الونيسي في التسريب عن فساد داخل الحركة وتلقيها أموالا من الخارج؛ حيث قال إن" الغنوشي عندما عينني في منصب الرئاسة يعرف جيدا من أنا.. لكن موازين القوى في داخل الحركة مختلة جدا".
وتابع: "لكن الأشخاص الذين يقفون وراء الغنوشي، يحكمون حاليا القيادة الداخلية للحركة".
وأردف: "هدفي هو كيفية المحافظة على مكانة النهضة التاريخية؛ لذلك يجب أن تتغير الحركة.. أنا عندما مسكت قيادة الحركة تفطنت لأشياء غريبة وعجيبة.. لو كنت أعرف ربع أو خمس ذلك لا أقبل بقيادة الحركة ."
ويعتبر منذر الونيسي الذي تولى رئاسة الحركة في أعقاب القبض على الغنوشي من قيادات الصف الثاني في الجماعة.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز