محاكمة قتلة «بلعيد» تحاصر إخوان تونس.. القضاء يواصل استجواب المتهمين
يواصل القضاء التونسي، اليوم الجمعة، استجواب المتهمين في قضية اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل في السادس من فبراير/شباط 2013.
وبدأت محكمة تونسية، يوم الثلاثاء الماضي، في نظر قضية اغتيال بلعيد حيث تحاكم المجموعة التي أعدت وخططت ونفّذت عملية الاغتيال.
وأرجأ القضاء التونسي جلسة المداولات في قضية اغتيال بلعيد إلى اليوم الجمعة، لمواصلة سماع أقوال المتهمين نظرا لطول ساعات المرافعة.
وانطلقت جلسة الثلاثاء، التي كانت مغلقة، باستجواب المتهمين الـ23، في حين رفض أحدهم الإدلاء بأقواله وطلب إخراجه من قاعة الجلسة.
وأعلمت المحكمة هيئة الدفاع عن شكري بلعيد بأن جلسات الاستجواب ستستمر لعدة جلسات لطول وثائق الملف، وكثرة عدد المتهمين وطبيعة هذه القضية التي تقتضي التعرض لكل الجزئيات.
وقالت المحامية التونسية وعضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد إيمان قزارة، لـ"العين الإخبارية"، إنه "بعد طول تحقيق تبين أن الجهاز السري للإخوان هو الجهة المدبرة لاغتيال بلعيد، وذلك وفق ما تم التوصل إليه من أدلة وبراهين".
واتهمت قزارة رئيس حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، بالوقوف وراء العملية، باعتباره رئيس الجهاز الذي لا يمكن لأعضائه القيام بأعمال دون علمه.
وقالت "نتهم الغنوشي رأسا بالتخطيط لاغتيال بلعيد، فيما تولى تنظيم أنصار الشريعة (المحظور) تنفيذ الاغتيال".
واعتبرت قزارة أن النيابة العامة تحررت من حركة النهضة، مضيفة أن "أجهزة وجهات أمنية وقيادات أمنية كبرى من بينها رئيس جهاز المخابرات التونسية الأسبق إضافة للقضاء، تورطوا في هذه القضية".
وكشفت قزارة عن أنه سيتم قريبا الانطلاق في الاستجوابات والمحاكمة في ملف رجل الأعمال فتحي دمق قريبا.
وأشارت إلى أنّه وفقا لهذا الملف، فقد حدث الاتفاق بين دمق والإخوان عام 2012، وتحقّقت نتائجه باغتيال شكري بلعيد.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، تم نشر حديث مصور على موقع "نواة" يدور بين كل من رجل الأعمال فتحي دمق صحبة شخصين، من قيادات حركة النهضة وهما بلحسن النقاش وعلي الفرشيشي، وكانت المحادثة تدور حول مناقشة تفاصيل صفقة سلاح، تهدف إلى تنفيذ مجموعة من الاغتيالات وعمليات اختطاف.
وقد قام بلحسن النقاش بالاتفاق الأولي في صفقة الأسلحة مع رجل الأعمال فتحي دمق، وشارك في التخطيط لتصفية واختطاف وجوه من عالم المال والأعمال والسياسة والإعلام، ومن بينهم شكري بلعيد الذي أسموه في التسجيل "شكري أبو الشنب".
وقتل بلعيد في فبراير/شباط 2013، حينما أطلق إرهابيون النار عليه أمام منزله بضواحي العاصمة التونسية، في أول عملية اغتيال سياسي تشهدها تونس منذ عام 1956.