«اغتيال بلعيد».. هيئة الدفاع تكشف تفاصيل إدانة قيادات إخوان تونس
كشف عبدالناصر العويني، عضو هيئة الدفاع عن القيادي اليساري التونسي الراحل شكري بلعيد، عن تفاصيل إدانة قيادات بارزة لحركة النهضة الإخوانية في عملية الاغتيال.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة الدفاع شكري بلعيد، وسط العاصمة التونسية للكشف عن مستجدات قضية الاغتيال.
وأكد أن "التحقيقات خلال سنة 2013 إثر عملية اغتيال بلعيد روّجت لرواية واهية بأنه تم اغتياله كرد انتقامي من قبل الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة المحظور بعد مقتل زوجة القيادي بالتنظيم رضا السداوي، محرزية بن سعد، من قبل أعوان الأمن التونسي فقرروا تصفية بلعيد لإدخال البلاد في الفوضى".
وأوضح أن "تلك الرواية الرسمية الموجودة بالمحكمة في تلك الفترة.. وملف مقتل محرزية بن سعد لم يكشف أي شيء إلى اليوم، ونحن نتتبع هذه الرواية الواهية".
وأشار إلى أنه "بعد 11 سنة من البحث والتحقيقات، أخيرا ضم القضاء التونسي إلى ملف الاغتيال تورط الجهاز السري للنهضة بالعملية".
ولفت العويني إلى أنه "بعد مضي كل هذه السنوات تم توجيه الاتهام لقيادات من النهضة في ما يتعلق بالجهاز السري للنهضة، وهم مصطفى خذر ورضا الباروني وقيادات أمنية، ومن بينها مدير عام المصالح المختصة (المخابرات) محرز الزواري، وتم في يونيو/حزيران 2023 إصدار مذكرة إيداع بالسجن في حق راشد الغنوشي في هذا الخصوص".
وتابع: "وبمراجعة تسجيلات صوتية لرجل الأعمال التونسي فتحي دمق التابع للنهضة مع علي الفرشيشي وبلحسن النقاش، وهما قياديان في النهضة في منطقة بن عروس، تم التأكد بأن اسم شكري بلعيد كان محور التسجيلات، وتم الحديث عن تصفيته وعلى الرغم من وجود تلك التسجيلات فإنه لم تتم معاينتها إلا عام 2022".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، تم نشر حديث مصور على موقع "نواة" يدور بين كل من رجل الأعمال فتحي دمق صحبة شخصين، ومن بينهما بلحسن النقاش، وكانت المحادثة تدور حول مناقشة تفاصيل صفقة سلاح، تهدف إلى تنفيذ مجموعة من الاغتيالات وعمليات اختطاف.
وقد قام بلحسن النقاش بالاتفاق الأولي في صفقة الأسلحة مع رجل الأعمال فتحي دمق، وشارك في التخطيط لتصفية واختطاف وجوه من عالم المال والأعمال والسياسة والإعلام، ومن بينها شكري بلعيد الذين سموه في التسجيل "شكري أبوالشنب".
وأوضح العويني أن "الرواية الرسمية اتضحت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إذ قالت دائرة الاتهام بالمحكمة إن الوفاق كان سنة 2012 من أجل استهداف بلعيد بنفس الطريقة التي تحدث عنها فتحي دمق".
وأكد أنه "تم توجيه الاتهام إلى مستشار بوزير الداخلية في تلك الفترة، إضافة إلى كمال العيفي عضو بالنهضة وذلك بالمحاضر وبالشهادات".
ووفق عضو هيئة الدفاع فإن "المشهد مكتمل الآن لدى القضاء، إذ تم أيضا توجيه الاتهام إلى القيادي بحركة النهضة والمشرف على الجهاز السري مصطفى خذر والنهضاوي وسام الشربيني، كما تم توجيه الاتهام إلى فتحي دمق بتهمة تمويل أنشطة لها علاقة بأنشطة إرهابية".
وتابع: "كما تم توجيه الاتهام إلى قاضي التحقيق والمدعي العام البشير العكرمي بتهمة التستر والتغطية على جرائم إرهابية".
وحول تفاصيل العملية، قال العويني إن "الإرهابيين استعملوا سيارة فيات سيانت رفقة الدراجة النارية وتم حجز السيارة، لكن العكرمي قام بإجراء محضر صوري عليها، أي أنها سيارة غير موجودة بالرغم من أن السيارة موجودة أمامه، فقمنا برفع شكوى ضد العكرمي لتدليس الأحراز وتمت ترقيته إثر ذلك حينها".
وأوضح أن "كمال البدوي، الذي يعد شخصية مركزية في حركة النهضة، وهو مستشار راشد الغنوشي، متورط في القضية، حيث تم إثبات محضر بحث تحقيقي يتعلق بكمال البدوي وباتصالات هاتفية جمعته براشد الغنوشي والمتحدث الرسمي باسم النيابة العامة سفيان السليطي ليلة الاغتيال".
ونوه إلى أن "كمال البدوي هو أحد المشرفين أيضا على الطاقم الأمني الخاص براشد الغنوشي أجرى يوم اغتيال شكري بلعيد 10 اتصالات بالغنوشي، وبعد التحقيق معه خلال حكم الإخوان تم توقيفه ثم تم إطلاق سراحه وخرج من مطار تونس قرطاج إلى ماليزيا".
وأشار إلى أن "11 سنة بعد اغتيال بلعيد يمكن أن نقول إن الصورة بدأت تكتمل وبيننا وبين الحقيقة إرادة سياسية.. اليوم نتعامل مع الملفات القضائية دون حواجز سياسية وتغطية على من يريد أن يخفي الحقائق.. ولم نكن نطلب إلا هذا نحن والقتلة أمام القضاء وجها لوجه".
وأوضح أنه أمس الثلاثاء انطلقت جلسات الترافع (المداولات)، التي بدأت باستنطاق المتهمين، والتي تعتبر بداية لاستنطاق الحقيقة.
من جهته، أشاد طارق الحركاتي رئيس الجمعية التونسية للمحامين الشبان بمجهود هيئة الدفاع عن شكري بلعيد التي كافحت من أجل الوصول إلى هذه المرحلة.
وأكد أنه "بعد الجهود المضنية طيلة 11 سنة انطلقت محاكمة الجناة الذين كانوا أدوات لخدمة أجندات خسيسة أرادت أن تخرس صوت شكري بلعيد".
وتابع: "من مرقده شكري بلعيد يحاكمهم ويبث في نفوسهم الرعب".
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز