غدا.. انطلاق موسم حج اليهود إلى "الغريبة" بجزيرة جربة التونسية
تشهد جزيرة جربة التونسية الواقعة جنوب شرقي البلاد، تعزيزات أمنية استثنائية تجاوزت محيط معبد الغريبة، لتشمل المنطقة السياحية ومداخل الجزيرة، برا وبحرا وجوا استعدادا للزيارة السنوية إلى معبد الغريبة التي تنطلق يوم غد الأربعاء.
كما تشهد الجزيرة تركيز نقاط أمنية على الطرقات وبمفترقات الطرق إضافة إلى نزول الجيش للمشاركة في تأمين الحج إلى الغريبة.
ويقع معبد "الغريبة" في قرية صغيرة بجزيرة جربة، سكنها اليهود في الماضي، وتسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، ويقطنها قرابة 1300 يهودي تونسي.
ويحظى هذا المعبد بأهمية كبيرة بالنسبة لليهود باعتباره يحتوي على أقدم نسخة للتوراة.
وبني هذا المعبد على أجزاء من الهيكل الأول في القدس. ويعتقد أن هذه الأجزاء جلبها النازحون اليهود معهم إلى تونس بعد تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد.
ويزور اليهود من مختلف دول العالم معبد "الغريبة" بالجزيرة، الذي يعتبر الأقدم في أفريقيا، ويعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام.
وتتوقع تونس زيارة عدد كبير من اليهود من العالم لممارسة شعائرهم الدينية السنوية.
وسنويا يزور يهود العالم هذا المعبد خلال موسم الزيارة السنوية للتبرك وإشعال الشموع والكتابة على البيض من أجل تحقيق أمنياتهم.
وألغي الحج في العام 2020 وأغلق كنيس الغريبة -وهو الأقدم في أفريقيا- للحد من مخاطر تفشي الوباء.
وتاريخيا، يكون انطلاق الزيارة السنوية للغريبة بداية للموسم السياحي في تونس باعتبارها تستقطب الالاف من السياح من كل أصقاع العالم.
وتعوّل تونس بشكل كبير على نجاح موسم "الغريبة" الذي سينعكس بشكل إيجابي على الموسم السياحي في البلاد.
خمسة آلاف زائر
وأشاد رئيس هيئة تنظيم زيارة الغريبة بيريز الطرابلسي بالاستعدادات الأمنية والتنظيمية لهذه الزيارة التي ستنطلق يوم غد وتتواصل إلى يوم بعد غد الخميس.
ويتوقع الطرابلسي في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن يتراوح عدد الزائرين بين 4 آلاف و5 آلاف إضافة لحضور عدد من السفراء.
وتابع أن هذا الحدث الديني سيشهد حضور وزير الشؤون الدينية التونسي إبراهيم الشايبي ووزير السياحة محمد معز بلحسن.
والثلاثاء الماضي، قال وزير الداخلية توفيق شرف الدين خلال زيارته لمعبد الغريبة للاطلاع على جاهزية قوات الأمن لهذه الزيارة السنوية للحجيج اليهود إن "الاستعدادات الأمنية كاملة ومتميزة"، مشيرا إلى وجود "تمركز أمني هام وروح معنوية عالية من شأنها طمأنة كل زائر للبلاد".
معبد الغريبة
وعن تاريخية معبد الغريبة، قال أستاذ التاريخ عبد القادر السليني إن أصل تسمية معبد الغريبة يعود إلى أن يهودية قدمت إلى جزيرة جربة بعد نجاتها بأعجوبة من حريق، وأصبح الناس فيما بعد يتباركون بها ويتوجهون إليها طلبا للشفاء من العقم.
وتابع في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن هذا المعبد أسسته امرأة يهودية غريبة عن المنطقة وأصبح فيما بعد المعبد يسمى بالغريبة.
وأوضح أن هذا المعبد بني على حجر من هيكل سليمان والموجود بقبو المعبد ما أكسبه هذه القداسة الكبيرة بالنسبة لليهود الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم ومن اسرائيل لإقامة الشعائر الدينية.
وأكد أن زيارة معبد الغريبة لا تقتصر على اليهود فقط بل يزورها أيضا التونسيون المسلمون تبركا بهذه المرأة الغريبة ويتمنون أماني ويكتبوها على البيض علها أن تتحقق.