انطلاق الحج اليهودي في جربة التونسية.. موسم استثنائي بجزيرة "التعايش"
انطلقت الأربعاء، الاحتفالات السنوية ليهود تونس في معبد "الغريبة" بجزيرة جربة في جنوب شرق البلاد.
وشهد المعبد حضور نحو 4 آلاف يهودي، بعد غياب سنتين فرضته جائحة كورونا.
وشهدت جزيرة جربة تعزيزات أمنية استثنائية، تجاوزت محيط معبد الغريبة، لتشمل المنطقة السياحية ومداخل الجزيرة، برا وبحرا وجوا.
ويقع معبد "الغريبة" في قرية صغيرة بجزيرة جربة، سكنها اليهود في الماضي، وتسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، ويقطنها قرابة 1300 يهودي تونسي.
ويحظى هذا المعبد بأهمية كبيرة بالنسبة لليهود باعتباره يحتوي على أقدم نسخة للتوراة.
وبُني هذا المعبد على أجزاء من الهيكل الأول في القدس. ويعتقد أن هذه الأجزاء جلبها النازحون اليهود معهم إلى تونس بعد تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد.
ويزور اليهود من مختلف دول العالم معبد "الغريبة" بالجزيرة، الذي يعتبر الأقدم في أفريقيا، ويعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام.
وحضرت الزيارة السنوية للغريبة التي انطلقت الأربعاء وتتواصل الخميس سفراء أجانب من ألمانيا وبلجيكا وهولندا، إضافة لرئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي ووزير السياحة محمد معز بلحسن.
وقالت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن في افتتاح الزيارة السنوية لمعبد الغريبة إن زيارة الغريبة السنوية تشهد على أن جربة هي جزيرة التعايش بامتياز وفضاء مفتوح للوئام والانسجام بين الجميع.
وأشادت بالتنظيم المحكم لهذه الزيارة قائلة إن جربة ستبقى واحة للالتقاء نظرا لما تزخر به الجزيرة من مميزات جديرة باحتضان هذه التظاهرات الدينية والسياحية.
وأكدت أن تونس تجمع ولا تفرق وستبقى في حاضرها ومستقبلها وفيّة لمميزاتها الحضارية، كأرض لتلاقح الحضارات وتسامح الأديان.
وسنويا يزور يهود العالم هذا المعبد خلال موسم الزيارة السنوية للتبرك وإشعال الشموع والكتابة على البيض من أجل تحقيق أمنياتهم.
وقال محافظ مدنين، سعيد بن زايد، إنه هذه الزيارة توجّه رسالة إلى العالم بأن تونس بلد التعايش السلمي وأرض التسامح والسلام.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تونس أحكمت تنظيم هذه الزيارة واستعدت لها بشكل جيد.
وقال إن جزيرة جربة استعادت بريقها بفضل هذه الزيارة التي استقطبت آلاف الزوار من العالم لتبرز للعالم أجمع أنّ تونس حاضرة لانطلاق موسم سياحي استثنائي.
معبد الغريبة
وعن تاريخ معبد الغريبة، قال أستاذ التاريخ عبد القادر السليني، إن أصل تسمية معبد الغريبة يعود إلى أن يهودية قدمت إلى جزيرة جربة بعد نجاتها بأعجوبة من حريق، وأصبح الناس فيما بعد يتباركون بها ويتوجهون إليها طلبا للشفاء من العقم.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذا المعبد أسسته امرأة يهودية غريبة عن المنطقة وأصبح فيما بعد المعبد يسمى بالغريبة.
وأوضح أن هذا المعبد بني على حجر من هيكل سليمان والموجود بقبو المعبد ما أكسبه هذه القداسة الكبيرة بالنسبة لليهود الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم ومن إسرائيل لإقامة الشعائر الدينية.
وأكد أن زيارة معبد الغريبة لا تقتصر على اليهود فقط بل يزورها أيضا التونسيون المسلمون تبركا بهذه المرأة الغريبة ويتمنون أماني ويكتبونها على البيض علها أن تتحقق.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA=
جزيرة ام اند امز