في ذكرى رحيل بورقيبة.. رسائل قيس سعيد للتونسيين والإخوان والعالم
رسائل عديدة وجهها الرئيس التونسي قيس سعيد للمواطنين والعالم حول مستجدات الأوضاع في البلاد، فيما حذر تنظيم الإخوان من أن الحملة ضد الفساد مستمرة "بلا هوادة".
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمدينة المنستير، وسط شرقي تونس، لإحياء الذكرى 23 لرحيل الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة (1957-1987).
أفرغوا خزائن البلاد
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد: "بعد أن أفرغوا خزائن البلاد ما زالوا يتآمرون إلى حد يومنا هذا باسم الوطن"، في إشارة لإخوان تونس.
وأكد أن دستور 2014 "دستور الإخوان" هو تفجير للدولة كي يكون كل جزء مستقل عن الآخر في الدولة، قائلا: "ترتيب مقصود لضرب الدولة، ولكن الشعب لم تعد تخفى عليه خافية وأصبح يعلم كل شيء".
شائعة الوفاة
وعن شائعات الإخوان بتدهور صحة الرئيس، اتهم قيس سعيد أطرافا بالارتماء في أحضان الخارج، معتبرا أن ذلك يدل على أن شعورهم بالانتماء إلى هذا الوطن مفقود تماما.
وأكد أن لديهم الهذيان الدستوري والتكالب على الحكم كما يقول الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، مضيفا: "يوم أمس قالوا إن رئيس الجمهورية في إيطاليا، وقالوا إنني توفيت ثم أفقت مرة أخرى وذهبت إلى إيطاليا، وهناك من يتحدث عن أنه يعرف طبيبي الخاص".
رسالة للغنوشي
وتابع الرئيس التونسي: "نحن لا نهاب ولا نخاف الموت وسنموت من أجل تونس.. لديهم هذيان دستوري ويتحدثون عن حالة شغور في رئاسة الجمهورية يخافون الموت، هناك من بلغوا أرذل العمر ويبحثون عن السلطة وعليهم أن ينظروا في المرآة إن كان لهم ماء في الوجه"، في إشارة لراشد الغنوشي زعيم إخوان تونس.
وتساءل الرئيس التونسي: "ماذا تريدون.. إن كنتم تريدون بيع تونس للخارج فتونس ليست للبيع، اختياراتنا يجب أن تكون نابعة من إرادة شعبنا".
رسائل للتونسيين
وأكّد أن تونس دولة لها الكثير من مقومات الازدهار، ولها من الإمكانيات والقدرات ما يكفي لتحقيق إرادة الشعب في حياة كريمة وحقه في كل مرافق الحياة، كالتعليم والصحة والضمان الاجتماعي والنقل.
وتابع: "أذكر للتاريخ أنه من التحديات التي يجب علينا رفعها هي إصلاح التعليم حتى ننهض بالمجتمع، إنّ لتونس الكثير من المقدرات ولكن للأسف أفرغوا خزائن الدولة"، مشيرا الى أنّ هناك من يواصل التآمر على البلد باسم الوطنية وما سمي بدستور 2014، بهدف تفجير الدولة من الداخل، وهو ترتيب مقصود لضرب الدولة من الداخل".
وواصل قيس سعيد رسائله التوعوية للتونسيين قائلا: "رأيتم كيف كذبوا أنفسهم بأنفسهم في الأيام الماضية وقالوا إن رئيس الجمهورية توفي أول أمس".
وتابع: "لا تهمني المناصب والقصور ولست مستعدا لأسلم وطني لمن لا وطنية لهم.. المهم أن نؤسس للمستقبل كي لا تكون هناك انتكاسات في المستقبل".
لا حوار مع الإخوان
وعن الحوار الوطني الذي يدعو إليه الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات أخرى، قال الرئيس التونسي إن الحوار يتم في البرلمان، ومن يريد أن يقوم بالحوار فليقم به قائلا: "لدينا برلمان شرعي يمكن الحوار فيه.. لكن أقول لهم حربنا على الفساد ستتواصل دون هوادة".
صندوق النقد
وتوجه بالحديث لصندوق النقد الدولي: "الذات البشرية ليست مجرد رقم.. هناك سلم أهلية وإمكانيات أخرى ليستمعوا إليها.. نريد احترام العالم لإرادة الشعب وهي ليست منة أو فضل".
وتأمل تونس بالحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 1،9 مليار دولار مقابل تنفيذ الحكومة إصلاحات.
ومضى قائلا: "يجب أن نعول على أنفسنا، ولكن لا نريد أي إملاءات من أحد.. يشترطون علينا إلغاء الدعم عن المواد الأساسية يجب أن يجدوا تصورات أخرى لأن السلم الأهلية ليست أمرا هينا".
الحرب ضد الفساد مستمرة
وأكد "لن نسمح لأي جهة من بؤر الردة التي تريد أن تبتز من جنح للسلم، من نهبوا الأموال وأخرجوها للخارج لماذا لا يعيدوها إلى تونس، أعيدوا إلينا أموالنا هي من حق الشعب التونسي".
من جهة أخرى، قال سعيد "يتحدثون عن التضييق على الحريات الآن في حين أنه لم تكن هناك حريات في عهدهم السابق.. كانت هناك عصابات ولوبيات ما زالت إلى حد الآن متنفذة تحاول التنكيل بالدولة والشعب".
وأكد أن "عملية المحاسبة لن تتم إلا بالقانون دون تشف، لأن بعض الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم أجرموا فعلا في حق البلاد".
وتابع: "تونس لن تسقط لكن بقيت المسألة الاقتصادية والاجتماعية فقط هي التي تحتاج الكثير من العمل.. لكن في نفس الوقت لا نريد أن يملي علينا أي أحد من الخارج اختياراتنا".
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز