هزيمة مورو.. التونسيون يكتبون نهاية الإخوان
المراقبون يعتبرون أن هزيمة مورو ضربة قاصمة لنسيج الإخوان بتونس الذي يشهد حالة من التفتت والانقسامات ويعكس وزن التنظيم الحقيقي.
مني مرشح إخوان تونس للرئاسة عبدالفتاح مورو بهزيمة ساحقة كشفت وزنه الحقيقي هو والتنظيم في الاختيار الشعبي المباشر، استمرارا للخسائر المدوية للجماعة الإرهابية.
- "إخوان" تونس يقرون بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية
- قيادي بارز بإخوان تونس يستقيل ويدعو الغنوشي لاعتزال السياسة
وحل مورو البالغ من العمر 71 عاما والملقب بـ"حرباء الإخوان" في المركز الثالث ليجد نفسه منهزما أمام خصوم جدد من خارج المنظومة التقليدية للأحزاب التونسية استطاعت استمالة الرأي العام وتكثيف الانتباه حولهم رغم استثنائية الظروف الانتخابية لكل من المرشح المستقل قيس سعيد ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي.
وقد تحصل المرشح قيس سعيد على غالبية أصوات الناخبين في المرتبة الأولى بنسبة 18.4% يليه القروي المسجون منذ شهر أغسطس/آب الماضي بـ15.5%.
ضربة قاصمة للتنظيم
واعتبر العديد من المراقبين أن هزيمة عبدالفتاح مورو هي ضربة قاصمة ونهائية لنسيج الإخوان في تونس الذي يشهد حالة من التفتت والانقسامات الكبيرة برزت خاصة بعد استقالة زبير الشهودي من الحركة وهو أبرز قياداته، الثلاثاء.
ووجه الشهودي أصابع الاتهام بالفساد إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وصهره رفيق عبدالسلام في رسالة مفتوحة للشعب التونسي.
ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة التونسية بوجمعة السايبي إن هزيمة مورو سيكون لها انعكاس مباشر على وزن الإخوان في الانتخابات التشريعية، معتبرا أنها مؤشر واقعي يفسر مدى تقلص شعبية الإخوان بشكل كبير في صفوف الشعب التونسي.
وبين في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الشعب التونسي لا يعطي أصواته لمرشح حركة تورطت في مسار تراجع نسب النمو التي استقرت في نسبة 1% سنة 2019 بعد أن كانت في حدود 5% عام 2010.
وأضاف أن فترة حكم الإخوان أثبتت ارتفاع نسبة الفقر من 3% سنة 2010 إلى 8% عام 2018، على حد قوله.
ويعيش الإخوان أيضا زلازل داخلية طيلة الأشهر الأخيرة من خلال ارتباك تصريحات قياداتها بخصوص الجهاز السري ومدى تورطها في عملية الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها كل من الزعيم اليساري شكري بلعيد في فبراير/شباط 2013 ورئيس التيار القومي محمد البراهمي.
وأوضح أن الازدواجية والتصاق صورة مورو بصورة الإرهابي وجدي غنيم كسر كل الادعاءات التي يريد تسويقها بأنه رجل اعتدال وتصالح مع الثقافة والهوية الحداثية لغالبية التونسيين.
ضبابية اللحظة وتخبط المسار
وأكد خبراء سياسيون تونسيون أن جماعة الإخوان في تونس فقدت مصداقيتها في نفوس غالبية الشعب قبل عقولهم، ولم يعد الخطاب الإخواني يجد استجابة في الوعي الجمعي أمام انكشاف الوسائل القذرة لتوظيف الدين في السياسة والتظاهر بالمدنية بينما تخفي سياستهم كل عناوين التطرف والإرهاب".
وشدد حزب "قلب تونس"، الذي يترأسه المرشح الفائز في الانتخابات نبيل القروي، في بيان له منذ إطلاق الحملة الرئاسية، أنه لن يتحالف مع حركة النهضة مستقبلا ولن يكرر أخطاء ارتكبها غيره، في إشارة ضمنية إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي لحق بحليفته جماعة الإخوان الإرهابية في الهزيمة الساحقة بالانتخابات وتحصل على 7% فقط من أصوات الناخبين.
ويوضح بلال الطاهري الناشط في حملة نبيل القروي، أن "حركة النهضة كانت الحزب الرئيسي المساهم في سجن مرشحهم"، معتبرا أن "فرضية التحالف معهم هي فرضية غير ممكنة بعد أن كشفت الأحداث وجههم السيئ ومرجعيتهم المتطرفة".
ويرى في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "هزيمة مورو إيذان بميلاد تيارات سياسية جديدة تعتمد على التجديد والاستقلالية من المرجعيات الحزبية وخاصة منها المرجعيات الإخوانية المتطرفة".
وبهزيمة عبدالفتاح مورو ترجح العديد من الآراء إمكانية حدوث ثورة داخل حركة النهضة ستكون ضد رئيسها راشد الغنوشي وضد عائلته المقربة التي استفادت من تواجدها في السلطة ومن غنائم الحكم طيلة 8 سنوات.
ويواجه صهر الغنوشي رفيق عبدالسلام الذي شغل وزارة الخارجية سنة 2012 اتهامات قضائية باختلاس هبة مالية قدمتها الصين لتونس بقيمة 500 مليون دولار.