بعد عامين من هجوم "باردو".. تونس تنتصر على الإرهاب
عامان مرا على الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم "داعش" على متحف باردو بتونس والعاصمة، مستهدفًا أكثر من مائتي سائح
مرّ عامان على الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم "داعش" على متحف باردو بتونس والعاصمة، مستهدفًا أكثر من مائتي سائح كانوا متواجدين في ذلك المكان الذي يزوره الآلاف سنويًّا، وقضى على 22 سائحًا ورجل أمن.
ورغم هول الكارثة وتأثيرها على الشعب التونسي، فقد استعادت تونس اطمئنانها واستقرارها بفضل المجهودات الكبيرة للوحدات الأمنية والعسكرية، وعاد الهدوء يعمّ البلاد، بعد أن أعلن رئيس البلاد الباجي قائد السبسي الحرب على الإرهاب، مباشرة بعد عملية سوسة الإرهابية في السادس والعشرين من يونيو/حزيران 2015.
السبسي يتفقّد
وتأكيدًا على الاطمئنان والاستقرار الذي يميّز تونس حاليًّا، فقد خرج السبسي إلى متحف قرطاج الأثري، ليلتقي بعدد من السيّاح من ليبيا، والمغرب، وإيطاليا والشيلي وفرنسا، كانوا يتمتعون بما يحتويه متحف قرطاج من آثار ثمينة، يكتشفون من خلالها هذا المعلم الأثري، وعبّروا في محادثتهم مع الرئيس التونسي عن اهتمامهم بتاريخ تونس رغم ما شهده هذا البلد من هجومات إرهابية بعد الثورة، لم تهزّ من مكانته في نفوسهم، خاصة وقد شعروا بالاطمئنان وهم يتنقلون من معلم أثري إلى آخر، في مختلف جهات تونس.
وأكد الرئيس السبسي في حديثه مع عشرات السياح ترحيب تونس بهم، مشيرًا إلى أنّهم في أمان، في كل مكان يزورونه.
وفي الذكرى الأولى للهجوم الإرهابي على متحف باردو، مارس 2016، تمّ تدشين جدارية فسيفسائية، على الطراز الروماني، حاملة لصور وأسماء ضحايا العملية الإرهابية، يبلغ طولها 12.5 متر وعرضها 2.5 متر.
الوضع تحت السيطرة
أكد العميد مختار بن نصر، رئيس المركز التونسي للأمن الشامل، أنّ "الأمن مستتبّ والوضع تحت السيطرة تمامًا"، مشيرًا إلى أنّ "تونس تمكنت من التغلّب على الإرهاب والإرهابيين بفضل حنكة الوحدات الأمنية والعسكرية، ووعي المواطن الذي أصبح مساندًا للقوات الأمنية في حربها على الإرهاب بعد أن تأكد أنّ هؤلاء لا يعرفون غير الدمّ، والاعتداء على الأبرياء، من أمنيين ومواطنين وسيّاح أجانب".
وأوضح العميد مختار بن نصر، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، أنّه "لا مكان للإرهابيين في تونس، بعد محاولتهم في بنقردان، قبل عام، وقبل أيام ما حدث في مدينة قبلي، جنوب غربي تونس، حيث تأكدوا أن لا حاضنة لهم بين الشعب التونسي الذي رفضهم، بل حاربهم، وأشار إلى الوحدات الأمنية والعسكرية بأماكن اختفائهم، وبالتالي لم يعد لهم مكان سوى بعضهم في الجبال، وهو ما يجعلهم غير قادرين على الصمود، وتنفيذ عمليات إرهابية أخرى".
وأكد أنّ "السنة الجارية ستكون حاسمة، وستتمكن الوحدات الأمنية والعسكرية من القضاء عليهم من خلال الإستراتيجية التي يتبعونها، والمتمثلة أساسًا في العمليات الاستباقية التي قضت على الخلايا النائمة وكشفت عديد مخابئ الأسلحة، وخاصة في مدينة بنقردان الحدودية، وتخومها".
وشدّد بن نصر على أنّ تونس "تمكنت وبأسرع وقت ممكن، في ظرف عامين فقط، بعد عملية متحف باردو الإرهابية، من أن تكسب المعركة التي أعلنت في صائفة 2015، عقب العملية الإرهابية التي استهدفت نزلًا سياحيًّا في مدينة سوسة الساحلية، والوحدات الأمنية والعسكرية الآن تسيطر تمامًا على الوضع"، مستدركًا: "ورغم هذا النجاح علينا أن نبقى يقظين دائمًا، فهؤلاء تراهم يحاولون المرة تلو الأخرى، ولكن دون جدوى طالما نحن مستعدّين لذلك".
وأشار الخبير العسكري في الأمن إلى أنّ "آفة الإرهاب، ومثلما نرى اليوم، فهي تضرب في أكثر من دولة، وبالتالي فهي غير مقتصرة على بلد معيّن"، داعيًا دول العالم إلى "الاتحاد ضد الإرهاب، ومساعدة الدول الأكثر تهديدًا".
تحسن الوضع الأمني
وأكد السفير البلجيكي ميشال إتيان تيليمان، خلال وقفة تكريم لضحايا عملية باردو الإرهابية،"تحسّن الوضع الأمني في تونس جعلنا نرفع حظر سفر البلجيكيين إلى الوجهة التونسية منذ الثالث والعشرين من شهر فبراير الماضي".
وحيّا السفير البلجيكي في تصريح إذاعي القوات الأمنية والعسكرية التي أعادت الأمن والاستقرار بسرعة، مشيرًا إلى أنّ الحكومة لعبت دورًا كبيرًا في حربها ضد الإرهاب.
وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قبل أسبوع: "إنه يتوقع أن ترحّل السلطات الألمانية قريبًا تونسيًّا محتجزًا لديها بطلب من تونس لمشاركته في الهجوم الإرهابي على متحف باردو في شهر مارس/آذار 2015"، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".
وكانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض الشهر الماضي على هذا التونسي للاشتباه في تخطيطه لهجوم في ألمانيا.
وتعرّض متحف باردو، وسط تونس العاصمة، في الـ18 من شهر مارس/آذار 2015 لهجوم تبنّاه تنظيم "داعش" وقاده إرهابيان، تمكّنا من قتل رجل أمن و22 سائحًا من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وبولونيا وإيطاليا وإسبانيا وكولومبيا واليابان وروسيا، إلى جانب جرح نحو 45 سائحًا آخرين.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز