أسبوع تونس.. الإرهاب يضرب مجددا على وقع إفشال انقلاب إخواني
التفجيرات الإرهابية ومحاولات الإخوان للانقلاب على السلطة، واستخدام المساجد كمخازن أسلحة، تشكل أبرز أحداث الأسبوع الماضي بتونس.
شكلت التفجيرات الإرهابية، والمحاولات الإخوانية للانقلاب على السلطة، أبرز أحداث الأسبوع الماضي في تونس.
- محللون: إخوان تونس أكبر تهديد للديمقراطية
- مصادر أمنية تونسية ترجح ارتباط "السميري" بتنظيمات إرهابية ليبية
وبدأت أحداث الأسبوع على وقع التفجيرات الإرهابية التي ضربت مواقع حساسة في شارع الحبيب بورقيبة ومقر الشرطة العدلية والوحدة المختصة لمكافحة الإرهاب بـ"القرجاني" وأسفرت عن مقتل رجل شرطة وجرح 7 آخرين، والوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
محاولة انقلابية للإخوان
وكشفت الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس التونسي واضطرته للمكوث في المستشفى العسكري 4 أيام حتى الإثنين، مساعي حركة النهضة الإخوانية للانقلاب على الحكم والاستيلاء على منصب الرئيس، حسب ما أكد ذلك النائب عن حزب نداء تونس سفيان طوبال في تصريحات إعلامية.
وقال سفيان طوبال إنه يملك حقيقة كل الاتصالات التي تفيد بأن نائب رئيس مجلس النواب عبدالفتاح مورو "نائب إخواني"، دعا إلى تجميع النواب من أجل إثبات "الشغور الدائم" في منصب رئاسة الجمهورية رغم أن الرئاسة لم تعلن وفاة الرئيس.
هذه الدعوة تأتي في سياق استغلال النائب الإخواني فصلا دستوريا يؤهله لخلافة الباجي قايد السبسي مؤقتا إلى حين موعد الانتخابات، خاصة أن الرئيس الأول للبرلمان التونسي محمد الناصر يشتكي بدوره من وعكة صحية ألزمته الفراش لمدة أيام.
طوبال يؤكد في تصريحات إعلامية أن محمد الناصر رئيس البرلمان أنقذ الموقف بعودته السريعة إلى نشاطه لإغلاق المنافذ أمام محاولات إخوانية لإرباك الوضع.
هذا الحدث الانقلابي الذي ميز هذا الأسبوع اعتبرته الباحثة في مركز الدراسات السوسيولوجية بالجامعة التونسية رجاء الخنيسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، جزءا لا يتجزأ من تفكيرهم التدميري منذ تأسيس تنظيم الإخوان سنة 1928.
وأوضحت الخنيسي أن حركة النهضة بحثت عن الاستحواذ على منصب رئاسة الدولة من أجل توظيفه للدعاية الانتخابية، مؤكدة أن عودة الباجي قايد السبسي إلى سالف نشاطه ستكشف حقيقة الانقلاب بشكل جلي.
البرلمان يحقق في مؤامرة الإخوان
ودعا رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، الثلاثاء، إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية فيما أُثير حول "محاولة الانقلاب على السلطة والمؤامرات".
واتهمت أغلبية المعارضة التونسية حركة النهضة الإخوانية بمحاولة الانقلاب على رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، يوم الإعلان عن "الوعكة الصحية الحادة" التي تعرض لها، الخميس الماضي.
وكانت ابنة رئيس حركة النهضة الإخوانية انتصار الخريجي (الغنوشي) من أول الأشخاص الذين أعلنوا خبر وفاة السبسي، على حسابها عبر "تويتر".
هذا الإعلان اعتبره العديد من المراقبين محاولة إخوانية لنشر الأخبار الزائفة من أجل تعكير الأجواء العامة في تونس.
وبينت سارة حشاني، الناشطة بالحزب الدستوري الحر، الذي تترأسه المعارضة عبير موسى، أن الإخوان بحثوا عن نشر "البلبلة" في تونس لتمرير أجنداتهم التخريبية.
وأكدت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" ضرورة أن تفتح الرئاسة تحقيقاً حول دور الإخوان في العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا تونس، الخميس الماضي.
السبسي يتعافى
وشهد هذا الأسبوع مغادرة الرئيس التونسي المستشفى العسكري، الإثنين، وهو المطالب بإمضاء دعوة التونسيين للانتخابات يوم 6 يوليو/تموز، كما أنه مطالب بتحديد موقفه من قانون الطوارئ قبل نهايته.
ومن المنتظر حسب مصادر مقربة من الرئاسة التونسية أن يعلن الباجي قايد السبسي عن التمديد في حالة الطوارئ حتى شهر يناير/كانون الثاني 2020، لضمان حسن سير العملية الانتخابية، على حد تعبيرهم.
الإرهاب يضرب من جديد
واستمرارا لأحداث العنف فجر الإرهابي المصنف "خطير" أيمن السميري نفسه بعد ملاحقته من قبل وحدات الأمن التونسي، الثلاثاء.
وقد جاءت هذه الملاحقة بعد أن أعلنت قوات الأمن عن منشور تفتيش ضده، الأحد، وتعتبره وزارة الداخلية التونسية من أخطر العناصر ضمن الخلية الإرهابية التي استهدفت شارع الحبيب بورقيبة ومنطقة الأمن بالقرجاني.
وأفادت مصادر أمنية تونسية في تصريحات لـ"العين الاخبارية" بأن "الإرهابي أيمن السميري ينتمي إلى نفس الخلية الإرهابية التي نفذت عمليتين إرهابيتين يوم الخميس الماضي في كل من الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة، ومنطقة الشرطة العدلية بالقرجاني (ضواحي العاصمة).
وأوضحت أن هذه الخلايا الإرهابية تبحث عن زعزعة الاستقرار في تونس من خلال استقطاب عشرات الشبان الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة، كما لم تستبعد علاقة هذه العناصر بتنظيمات إرهابية في ليبيا.
ووصف الناشط السياسي اليساري قاسم سيالة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الإرهابي أيمن السميري هو نتاج لسياسة حركة النهضة الإرهابية التي زرعت منظومة الإرهاب".
قاسم سيالة اعتبر أن الإرهابي أيمن السميري هو نتاج تواطؤ إخواني مع الجماعات الإرهابية في الأحياء الشعبية الموجودة في ضواحي العاصمة تونس، مؤكدا أن "حركة النهضة تريد استعمالهم كخزان احتياطي لفرض سيطرتها على الساحة السياسية والاجتماعية".
إرهاب الإخوان يصل إلى المساجد
ولم تكتف جماعة الإخوان الإرهابية والتابعون لها بالتفجيرات الإرهابية والاغتيالات، بل وصل إرهابهم إلى المساجد.
وكشفت وزارة الداخلية التونسية عن وجود مخازن للأسلحة بحي الانطلاقة (أحد أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس).
وأشار سيالة إلى أن "انتشار هذه المخازن بدأ مع حكومة حمادي الجبالي سنة 2012، التي تساهلت مع شبكات تهريب الأسلحة بين تونس وليبيا إبان سقوط نظام العقيد معمر القذافي".
وكشفت مصادر أمنية في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن أن "وحدات مكافحة الإرهاب في تونس ضبطت الأربعاء، 13 كيلوجراما من المتفجرات في مسجد الغفران بحي الانطلاقة".
ويروي شهود عيان بالمنطقة أن "المسجد يمثل مكانا لاجتماعات قيادات إخوانية بالمنطقة، مؤكدين أن الفواصل بين الجماعات الإرهابية وحركة النهضة هي فواصل وهمية".
تحديات تشكيل المحكمة الدستورية
وشهد هذا الأسبوع دعوات من أكثر من طرف سياسي إلى ضرورة تشكيل المحكمة الدستورية التي ستكون من بين أهم مهامها ضمان الانتقال من سلطة إلى أخرى.
كما ستنظر المحكمة الدستورية في القوانين التي كان من الضروري إرساؤها سنة 2015، أي سنة فقط بعد انتخابات 2014، في المسائل المتعلقة بالشغور الوقتي والدائم لمنصب رئيس الدولة، وهو واقع الحال حسب كثير من الملاحظين.
ويؤكد نواب عدة أن (تحالف الشاهد والإخوان) عطل تشكيل المحكمة الدستورية؛ بحثا عن الفراغ الدستوري من أجل الانقلاب عن السلطة الشرعية.
وبحسب دستور تونس 2014 فقد أكد ضرورة تشكيل "محكمة دستورية" تلعب دور المُحكم بين مختلف الأحزاب، إلا أن حركة النهضة الإخوانية تسعى بكل الطرق إلى تعطيل هذه الخطوة.
ويؤكد سياسيون ورجال قانون تونسيون، أن الإخوان يريدون فراغا دستوريا لطمس جرائمهم السياسية والإرهابية، ويريدون هيئة تكون غالبيتها من عناصرهم تأتمر بأمرهم ضمن مسلسل الإضرار بمصالح البلاد والعباد.
يذكر أن تشكيل المحكمة جرى تعطيله أكثر من مرة على يد جماعة الإخوان الإرهابية ولأسباب مختلفة، كان أبرزها معارضة عضوية الدكتورة في القانون بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، سناء بن عاشور، لأنها كتبت العديد من المقالات التي تنتقد فيها أداء حزب النهضة.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز