تحت غطاء الحريات.. تحرك مشبوه لإخوان تونس

تحرّك جديد لتنظيم الإخوان في تونس يهدف إلى الإفراج عن قياداته المتورطين في قضايا التآمر والاغتيالات وتسفير الإرهابيين،
ومن بينهم زعيم التنظيم راشد الغنوشي.
ويسعى ائتلاف من الجمعيات والأحزاب المعارضة في تونس، وعلى رأسها أحزاب الإخوان، إلى توحيد مساراتها وخلق أرضية تحرّك بهدف تحقيق هذا الهدف.
وكانت جمعيات وأحزاب سياسية، من بينها حزب النهضة الإخواني وعائلات الموقوفين في القضايا الإرهابية وهيئات الدفاع عن السياسيين المورطين في قضايا التآمر وتسفير الإرهابيين والاغتيالات السياسية، قد دعت إلى تنظيم "المؤتمر الوطني للحقوق والحريات ومن أجل الدولة الديمقراطية".
ولاقت هذه الدعوة رفضًا لدى الطيف السياسي التونسي، الذي اعتبر أن تنظيم الإخوان المُدان في أخطر القضايا التي تعرّضت لها تونس في التاريخ الحديث، يلعب دور الضحية للتغطية على جرائمه.
تبييض جرائم الإخوان
وقال المنجي الرحوي، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، إن حزبه "يرفض الدعوة المريبة إلى مؤتمر وطني مفتوح لكل الفاعلين للدفاع عن الحقوق والحريات ومن أجل الجمهورية الديمقراطية، بعد أن فشلت ما سُمي بشبكة الحقوق والحريات في ذلك".
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن حزبه "يقف سدًّا منيعًا ويرفض حالة التعبئة التي تقودها المنظومة السابقة، مدعومة بأدعياء التقدمية والدفاع المزعوم عن حقوق الإنسان، وبدعم مفضوح من قوى ودوائر أجنبية، وهي تعبئة تجعل من المحاكمة استهدافًا لمسار 25 يوليو/تموز 2021 (تاريخ الإطاحة بحكم الإخوان)".
وندّد بكل "المحاولات البائسة لتبييض جرائم الماضي تحت أي عنوان، بما في ذلك ادعاء التقدمية والدفاع المزعوم عن حقوق الإنسان، في سعي عبثي إلى تحويل عشرية الخراب، وما فيها من تجويع وتفقير متعمد للشعب، ورهنه للدوائر والمؤسسات المالية، واغتيال للسياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي (اغتيلا سنة 2013)، واستهداف للجنود والأمنيين، واختراق القضاء، وتسفير الإرهابيين".
واستهجن كل سعي إلى "خلط الأوراق، واختراع تكتيكات مضحكة، وتبييض وإعادة منظومة الإخوان".
لفظ شعبي
من جهته، قال المحلل السياسي محمد الميداني إن "الأحزاب الإخوانية وحلفاءها يطمحون إلى العودة للمشهد السياسي، وربما يكون 'المؤتمر الوطني للحقوق والحريات ومن أجل الدولة الديمقراطية' واحدًا من آليات أخرى وبوابات أخرى تسعى هذه الأحزاب إلى العودة من خلالها".
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذه المبادرة، مثل أغلب المبادرات السابقة، قد فشلت نظرًا للفظ الشعب التونسي لهم.
وأشار إلى أن حزب النهضة الإخواني وحلفاءه ما زالوا عاجزين عن استعادة ثقة الشارع، بعد حصيلة هزيلة خلال العشر سنوات الماضية، حيث فشلوا في تلبية الدعوات للنزول والاحتجاج ومعارضة السلطة.
وقال إنه "لا يجب التغافل عن جرائم الإخوان من اغتيالات وقتل وسفك للدماء.. والقضاء قال كلمته، وتم الحكم على قيادات الإخوان من الصفين الأول والثاني بعقوبات مشددة، نظرًا لإدانتهم في جرائم إرهابية ومالية وجنائية خطيرة".
aXA6IDE4LjIyMC4xNjcuMjAyIA== جزيرة ام اند امز