مفاجأة «رمان» قابس التونسية.. إنتاج هائل رغم الأزمة البيئية
محاصيل قياسية لإنتاج فاكهة الرمان خلال الموسم الحالي في قابس، بالرغم من الأزمة البيئية التي تشهدها المنطقة بسبب المصنع الكيميائي وتسرباته.
ويعتبر رمان قابس من الفواكه المميزة التي تمثل رمزاً ثقافياً هاماً للجنوب التونسي، إذ يعود تاريخ زراعته إلى قرون عديدة. ويتميز رمان قابس بطعمه الفريد ولونه الأحمر الفاقع، ويُنظر إليه كفاكهة مباركة تتمتع بمكانة مرموقة في المهرجانات والاحتفالات.
وتعتبر قابس المنطقة الأولى في تونس على مستوى إنتاج الرمان فقد بلغ إنتاج الموسم الحالي 20 ألف طن من بين 75 ألف طن كإنتاج وطني لهذه الفاكهة.
وتمتد المساحات المزروعة بالرمان في قابس إلى أكثر من 3 آلاف هكتار، أي نحو مليون ونصف المليون من أشجار الرمان وتزرع بعيدا عن المجمع الكيميائي وتسرباته التي تسكب في البحر. وتصدّر الفاكهة إلى 12 دولة في أوروبا وروسيا وكندا وأفريقيا.

وقدّر الحبيب ذياب، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بقابس في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، محاصيل الرمان للموسم الحالي بأكثر من 20 ألف طن، أي بزيادة تفوق 10% مقارنة بالسنة الماضية.
وأكد أنّ رمان قابس حاصل على تسمية مثبتة للأصل وهو يُعدّ موروثًا حضاريًا وقطاعًا استراتيجيًا يستوجب دعما أكبر.
وأشار إلى تحسّن ملحوظ في جودة المحصول رغم تسجيل بعض الأضرار في المناطق التي لم تُعالج فيها الأشجار ضدّ الآفات الزراعية، داعيًا وزارة الفلاحة إلى مساندة المزارعين في مواجهة الآفات التي تهدد هذا المنتوج.
كما أعلن ذياب عن تنظيم مهرجان الرمان في قابس في دورته الثلاثين في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، باعتباره تظاهرة تثبت المكانة الخاصة لهذا المنتوج في الجهة وتعزز إشعاعه الوطني والدولي.

وأقامت منطقة كتّانة من محافظة قابس، وعلى بعد نحو 500 كيلومتر من تونس العاصمة، مهرجاناً للرّمان، عاشت خلاله عرسها السنوي، الذي يستعدّ له الكبير كما الصغير.
ويُطالب المزارعون سنوياً خلال الزيارات التي يجريها المسؤولون للمهرجان، بإحداث ديوان لتجميع الرمان، على غرار ديوان الحبوب، وديوان التمور، بهدف مساعدة الفلاحين على تخزين إنتاجهم الوفير، إضافة إلى إيجاد حلول لمشاكل الترويج التي يعاني منها القطاع، سواء الترويج المحلي، أو التصدير.
ويشتهر رمان قابس بأنه أحد أجود أنواع الرمان في تونس، كما يشتهر بحجمه الكبير ولونه الأحمر الداكن. يتميز بمذاقه الحلو وعصارته الكثيفة، ويُنتَج في واحات قابس بالجنوب التونسي ويقاوم الحرارة الشديدة بفضل أصوله الصحراوية. يبدأ موسم حصاده مع بداية الخريف، عادة في شهر سبتمبر/تشرين الأول.
وبالرغم من الإنتاج الزراعي الغزير في محافظة قابس فإنها تشهد وتحديدا منطقة "غنوش" احتجاجات نفذها أهالي قابس منذ ثلاثة أسابيع، وذلك إثر تكرار حالات الاختناق بسبب التلوث الناجم عن انبعاثات المصنع.
وبحسب بيانات محلية، تجاوز عدد المصابين الذين نقلوا للمستشفيات بالمحافظة نحو 100 حالة خلال شهري سبتمبر/أيلول الماضي وأكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتأسس المصنع الكيميائي عام 1972 وهو وحدة من وحدات المجمع الكيميائي التونسي (حكومي) مختص بتحويل مادة الفوسفات إلى حمض فسفوري.
وبين العامين 1979 و1985، أُنشئت وحدتان لإنتاج سماد الفوسفات ثنائي الأمونيوم، وفي 1983، أنشئ مصنع لإنتاج نترات الأمونيوم.
وفي هذا المجمع الصناعي الضخم، تتم معالجة الفوسفات المستخرج من مناجم محافظة قفصة المجاورة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز