"هدايا قطر".. نهج إخواني لتلميع "أخطر رجل" في تونس
لا تتوان حركة النهضة الإخوانية عن تجاوز المؤسسات الرسمية وضرب المؤسسية في تونس، وكان إعلان أحد قيادييها عن قرض قطري أحدث الأدلة.
وأعلن رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، على "فيسبوك"، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة هشام المشيشي حاليا للدوحة، هي من أجل تجسيد نتائج الزيارة الخاصة التي قام بها الغنوشي منذ أسابيع.
وأوضح الشعيبي أن دولة قطر ستمنح تونس 2 مليار دولار في شكل قرض ووديعة بنسبة فائدة ضعيفة جدا، مبينا أن هذا المبلغ سيصل إلى تونس خلال شهر يونيو/حزيران المقبل.
وأضاف الشعيبي أن قطر ستوفر أيضا مليوني جرعة من لقاح كورونا، في شكل هدية لتونس، هذا بالإضافة إلى توقيع اتفاق لمضاعفة عقود العمل المخصصة للتونسيين بدولة قطر لتتجاوز الـ50 ألف عقد.
وزعم القيادي الإخواني أيضا أن قطر ستنظم "منتدى دولي للاستثمار في تونس" يوفر 25 مليار دولار لتونس على امتداد 5 سنوات، بما سيمثّل نقلة نوعية في وضعيّة الاقتصاد الوطني، وفق تعبيره.
ووفق مراقبين، فإن إعلان الشعيبي عن هذه الأمور، يعكس تجاوز النهضة للحكومة والمؤسسات الرسمية، وتقويض المؤسسية وأساسيات العمل الحكومي في البلاد، حتى تظهر الحركة الإخوانية في صورة "الأصل والمحرك"، وباقي المؤسسات "مجرد أفرع تنفيذ".
وفي نفس السياق، كتب الإعلامي عامر بوعزة على "فيسبوك": "مبدئيا، كل الكلام الذي نشره رياض الشعيبي عن زيارة رئيس الحكومة إلى قطر باعتبارها تكملة لزيارة الغنوشي الرمضانية، هو محض هراء ولا علاقة له بالواقع ولا بالسياق".
وتابع: "آخر زيارة لرئيس حكومة كانت مبرمجة في جوان (يونيو) 2019، وذلك لعقد اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين (وهي لجنة تأسست عام 1994)، وألغيت زيارة يوسف الشاهد في آخر لحظة بسبب الوعكة التي أصابت يومها الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي".
وأضاف "ولم يتسن إثر ذلك عقد هذا الاجتماع الدوري والضروري للجانبين في إطار طبيعية العلاقات الاقتصادية وكون قطر المستثمر العربي الأول في تونس (مع كل الحكومات)".
ومضى قائلا: "لا أعيب على الشعيبي الكذب وتسويق الأوهام فهو في حاجة لتلميع صورة الغنوشي وتسويقها في داخل النهضة بما يظهره المنقذ الذي تحتاجه البلاد..".
الإعلامي التونسي قال أيضا إن "النهضة تريد أن توهم أتباعها والعالم بأسره بأنها هي المتحكمة الفعلية في العلاقات التونسية القطرية، وهذا خطأ.. لكن العيب في (هشام) المشيشي (رئيس الحكومة) الذي وصل إلى الدوحة على متن الخطوط القطرية دون بلاغ رسمي يضع الزيارة في إطارها".
بدوره، قال الإعلامي التونسي، سمير الوافي على حسابه على "فيسبوك" إن النهضة بدأت تسوق أن ما ستحققه زيارة رئيس الحكومة إلى قطر، هو إنجازات زيارة رئيسها راشد الغنوشي قبله"، وأن "الوفد الحكومي هو مجرد موظفين ذهبوا لإمضاء العقود وتفعيل الاتفاقيات...التي سبق أن حققها الغنوشي في زيارته السريعة".
وتابع: "في سبيل تسويق ذلك، تم تهميش كل المجهودات التي بذلها الوفد الحكومي السابق بقيادة وزير المالية علي الكعلي، وما بذله خاصة الوزير علي الحفصي بعلاقاته الكبيرة هناك خلال إعداده للزيارة قبل انطلاقها بأيام في اجتماعاته واتصالاته، وما يبذله رئيس الحكومة وهو هناك في الدوحة".
وأضاف أن "كل هذا من أجل إخراج الشيخ راشد الغنوشي كمنقذ وحيد من هذا الوضع.. حتى لو كان ثمن ذلك تقزيم وتحقير الحكومة ودورها".
يذكر أن شعبية الغنوشي تدهورت بشدة في تونس في الفترة الماضية، إذ احتل مرتبة متأخرة بين سياسيين البلاد، ووصف في أحد الاستطلاعات بـ"أخطر رجل"، بعد تسببه في مفاقمة أزمة سياسية بين رئيس البلاد قيس سعيد، ورئيس الحكومة المشيشي، منذ يناير/كانون الثاني الماضي.