اكتشاف أثري في تونس.. 30 قطعة تاريخية تكشف ملامح زاما النوميدية والرومانية

أعلن المعهد الوطني للتراث عن اكتشاف 30 قطعة أثرية جديدة في موقع "زاما" بمحافظة سليانة، شمال غربي تونس، تعود إلى الفترتين النوميدية والرومانية، مما يعكس ثراء الإرث الحضاري للمنطقة.
وأوضح طارق البكوش، مدير المعهد، لـ"العين الإخبارية"، على هامش مؤتمر صحفي بالمتحف الوطني بباردو، أن القطع الأثرية المكتشفة تعود إلى فترة ما بعد الميلاد، وتتضمن منحوتات وأدوات طقسية استخدمت في المعابد القديمة، مما يعكس التنوع الديني والثقافي الذي ميّز زاما على مر العصور.
وأشار البكوش إلى أن القطع المكتشفة، وعددها 30، تمثل رموزًا دينية في الحضارة الرومانية، وهي جزء من أكثر من 400 قطعة أثرية تم العثور عليها في المعبد المكتشف حديثًا.
ونظرًا لحاجتها للترميم، سيتم نقلها إلى إيطاليا في 5 مارس/آذار الجاري، ضمن اتفاقية تعاون بين البلدين، حيث تُقدر تكلفة الترميم بـ 300 ألف يورو، بينما تبلغ تكلفة المعرض الكامل مليون يورو.
وأكد أن تونس وإيطاليا أبرمتا اتفاقية تعاون لترميم موقع زاما وتحويله إلى وجهة سياحية بارزة، حيث ستسهم إيطاليا في دعم عمليات التنقيب والترميم والترويج السياحي.
كما تشمل الشراكة تنظيم معرض متنقل بالتعاون مع متحف الكولوسيوم في روما، لعرض أبرز الاكتشافات التونسية بين 5 يونيو/حزيران و5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بهدف التعريف بالإرث الحضاري التونسي عالميًا.
وبعد الترميم، سيتم عرض القطع الأثرية أولًا في إيطاليا، ثم في تونس، ضمن جولة تبدأ من متحف باردو وتشمل عدة مدن تونسية.
يُذكر أن زاما، الواقعة شمال ولاية سليانة، كانت مملكة نوميدية ذات حكم ذاتي، تعاقبت عليها الحضارات القرطاجية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، مما أضفى عليها طابعًا تاريخيًا غنيًا.
كما شهدت معركة زاما الشهيرة عام 202 ق.م، حيث انهزم القائد حنبعل أمام سكيبيو الإفريقي، مما مكّن روما من السيطرة على البحر الأبيض المتوسط.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuMTk5IA== جزيرة ام اند امز