سيدي بوسعيد «تعيسة».. هضبة تونس التاريخية تواجه هذا الخطر
تتربع مدينة سيدي بوسعيد التونسية فوق ربوة صخرية تطل على مدينة قرطاج في ضواحي تونس العاصمة وتتميز بجمال عجيب تجذب الزوار للاستمتاع بجمال المكان والبحر.
لكن هضبة سيدي بوسعيد، التي تعد رمز شموخ المكان، تشكو مخاطر الانزلاق الأرضي، وفق ما أعلن عنه المدير العام لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي (حكومية) مهدي بلحاج.
حيث أكد لـ"العين الإخبارية" تآكل الهضبة من الأسفل نتيجة الانجراف البحري، لافتا إلى أن نوعية تربة الهضبة يجعلها معرضة للتآكل.
وأشار إلى أنه بالإضافة الى تآكل الهضبة من الأسفل فإن قمة يهدّدها أيضا خطر الانزلاق، حيث بدأت تشهد انجرافا بفعل عامل الأمطار.
كما أكد تسبب هذا التآكل في إحداث انزلاقات تحت قصر "النجمة الزهراء" الذي تم تشييده سنة 1912 من طرف البارون "ديرلانجي ".
ونبه بلحاج من مساهمة مخالفات البناء السكني على الهضبة في هذا الخطر، إضافة إلى وجود شكوك تخص عوامل أخرى متسببة في هذا الخطر على غرار تسرّب المياه، بالإضافة إلى مياه السقي ومياه المسابح.
وأشار إلى أنه تم الانطلاق في دراسة لمعرفة الأسباب والتدخل الفوري من أجل الحفاظ على جمال هذه المدينة، موضحا أنه سيقع من خلال الدراسة اختيار الحلول المناسبة للهضبة باعتماد حلول جيوتقنية.
وأكد أن التدخل سيكون إثر استكمال الدراسة وتحديد نوعية التدخلات، متوقعا أن يكون القيام بسلسلة حجرية من بين الحلول.
وشدد على أن برنامج التدخل سيكون على مستوى الهضبة كلها، وسيتم البدء بالمناطق الأكثر خطورة بها.
وصرّح بأنه لا بد من تضحيات لحماية الهضبة من الانزلاق، مشيرا إلى أن الإدارة قد تلتجئ إلى منع المسابح للحد من التسربات المائية.
وتابع أن الدراسة التقنية ستُسفر مخرجات علمية، داعيا متساكني سيدي بوسعيد إلى التثبت من شبكة المياه والانتباه إلى أي تسربات مائية من شأنها الإضرار بالمنطقة.
من جهة أخرى، قال شكري يعيش أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض، إن خطر الانزلاق الذي يهدّد هضبة سيدي بوسعيد معروف منذ أكثر من 20 عاما، باعتبار طبيعتها الجيولوجية.
وأضاف يعيش أن خطر حدوث انزلاق في هضبة سيدي بوسعيد غير مرتبط بحدوث زلزال أو عاصفة قوية فقط، وإنما هناك عوامل أخرى على غرار الضغط العمراني المتصاعد وإمكانية وجود تسرب للمياه أو وجود شبكات تصريف مياه عشوائية.
ودعا أستاذ الجيولوجيا إلى القيام بدراسة علمية دقيقة لمراقبة الصدوع من أجل معرفة كيفية التدخل.
خصوصية سيدي بوسعيد
فمنذ القدم استخدم جبل سيدي بوسعيد كحصن لتوفير الأمن والمراقبة والدفاع عن قرطاج في القرن السابع قبل الميلاد.
وسميت بهذا الاسم تيمناً بأبوسعيد خلف بن يحيى الباجي، المعروف باسم سيدي بوسعيد، وهو المعلم الذي كان يعلّم في الشارع الذي يعيش فيه والذي سمي باسمه، والذي قرب انتهاء حياته غادر لجبل المنارة ليعلم الصوفية.
وتتميز سيدي بوسعيد بطراز معماري فريد، ما جعل العديد يشبهونها بسانتوريني اليونانية، حيث تمتاز معظم بيوتها باللون الأبيض وأبوابها العتيقة المزخرفة باللون الأزرق، لتضفي على المكان جمالا استثنائيا.