تونس هي إحدى الدول غير البعيدة عن منطقة الساحل الإفريقي، المتأثرة أيضا بالإرهاب.
ونظرا لتحسن الوضع الأمني في ليبيا، وسياسة الجزائر الصارمة في مكافحة الإرهاب، فقد انعكس ذلك إيجابيا على الوضع الأمني بالأراضي التونسية، لكن محاولات الإرهابيين لإيجاد موطئ قدم لهم في البلاد لم تتوقف.
وخلال عام 2021، بدأ الإرهابيون بالعمل من اليوم الأول من يناير/كانون الثاني فجرا في قضاء القصرين، وتمكّن الجيش التونسي من إحباط عملية إرهابية كبيرة شارك فيها 12 إرهابيا من جبل السلوم.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، نطقت الدائرة الجنائية المتخصصة بقضايا الإرهاب بحكمها في قضية "خلية سَجنان" الإرهابية، التي تم القبض على منتسبيها في مدينة "سَجنان" ومنزل بورقيبة، قبل مهاجمتها مواقع حسّاسة، ومثل أمام القضاء من عناصر الخلية 24 متهماً من أصل 44، لتصدر أحكام غيابية في حق بقية المتهمين الهاربين.
وفي مطلع شهر أبريل/ نيسان الماضي، قضت قوات الأمن التونسية على ثلاثة إرهابيين في ولاية القصرين، في عملية أسفرت عن مقتل أحمد ذويب، زعيم تنظيم "جند الخلافة" التابع لـ"داعش".
وفي عملية أخرى بنفس الفترة والمنطقة، تم القضاء على إرهابي آخر "عضو في أحد أقوى أفرع القاعدة" كان برفقة زوجته الفلبينية وبناته، وفيما فجّرت زوجته نفسها بسترة ناسفة، نجت واحدة فقط من بناته، عمرها 3 سنوات.
وقد تجنّب ذاك الإرهابي التونسي، الذي التقى زوجته في أثناء دراسته بالفلبين للحصول على شهادة في الكيمياء، محاولات القبض عليه، خوفا من إرغامه على الاعتراف والإبلاغ عن أي خلايا داعمة داخل البلاد.
وأفادت قوات الأمن التونسية في 17 مايو/ أيار الجاري بأنها قضت على 5 إرهابيين -تبعهم سادس في اليوم التالي- ينتمون لما يسمى "كتيبة عقبة بن نافع"، التابعة لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومن بين المقتولين الخمسة جزائريان، أحدهما أمير الجماعة منذ 2019، وهو عبدالباقي بن أحمد بن عمار بوزيان، الملقب بأبو أحمد العنابي، والثاني الساسي بن جيلاني صلوبة، الملقب بعمي عيسى، المسؤول المالي للكتيبة.
وفي 17 مايو/ أيار الجاري أيضا، أفادت أنباء عن القبض على المتهم الرئيسي بالهجوم الإرهابي على متحف باردو، والذي وقع في 18 مارس/آذار 2015، من قبل وحدات من الحرس البحري قبالة الساحل الشرقي لتونس، بعد نيته الوصول إلى سواحل إيطاليا عبر رحلة هجرة غير شرعية بين 27 مواطنا تونسيا.
ونشرت الصحافة التونسية في 22 مايو/ آيار الجاري أن محكمة تونس العاصمة قضت بإعدام الإرهابي، الذي خطط لهجوم جربة عام 2019، والذي كشفت التحقيقات بأن المُدان تم تكليفه من تنظيم "داعش" لتنفيذ اعتداء على فندق في جزيرة جربة.
من خلال ما سبق، يتضح أن تونس تقوم بعمل جبّار في مجال مكافحة الإرهاب، ومع ذلك، فإن حدودها مع الجزائر وليبيا لا تزال تخترقها عناصر من "داعش" و"القاعدة"، اللذين لا يريدان مغادرة تونس بسهولة وترك ساحتها لصالح أي جماعات أخرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة