مؤسس كتلة في البرلمان التونسي يدعو لإنهاء "ديكتاتورية" الغنوشي
يقترب زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي من إغلاق السنة الثانية لعهدة برلمانية شهدت على سقوط مدوٍّ لرجل بات عبئا على المشهد السياسي في البلاد وعنصر توتر على جميع الأصعدة.
فمع انتهاء الدورة الثانية للبرلمان التونسي، أواخر الشهر الجاري، تتصاعد وتيرة الاستياء والغضب من حُكم الإخوان، وهو ما عبّر عنه حاتم المليكي مؤسس "الكتلة الوطنية " بالبرلمان التونسي.
المليكي الذي أكد أن مواصلة ترؤس راشد الغنوشي للهيئة التشريعية "تنكيل بالديمقراطية"، قال في حوار مع "العين الإخبارية"، إن تولي رئيس حركة النهضة الإخوانية لهذا المنصب "ضرب للاستقرار داخل عمل المجلس".
ولذلك، لفت النائب التونسي إلى أنه بات من الضروري أن تفكر كل الكتل البرلمانية في كيفية إيجاد الآليات الضرورية لإبعاد الغنوشي من رئاسة المجلس، في دورته الجديدة، التي ستنطلق في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويترأس الغنوشي البرلمان التونسي منذ أواخر سنة 2019، ويواجه معارضة قوية من كتل برلمانية داخل المجلس، لاعتدائه على القوانين الداخلية، وتقديم الحماية الاستثنائية لكتلة "ائتلاف الكرامة " وهي جناح إخواني يحمل خطابا عنيفا داخل البرلمان.
المليكي أوضح أن راشد الغنوشي "ساهم طيلة وجوده على رأس البرلمان في تعكير الأجواء السياسية"، ومن الضروري -يضيف النائب التونسي "الانخراط من قبل كل النواب الذين يحملون فكرًا تقدميًا في مقاومة الفكر الإخواني".
هذا الفكر الذي أراد من خلاله الغنوشي -حسب المليكي- تحويل البرلمان إلى مزرعته الخاصة؛ مطالبا بالتقاء كل النواب على كلمة واحدة لإزاحته وسحب الثقة منه.
المغالبة والتهديد
عن أسلوب الإخوان في ابتزاز الخصوم وترويعهم والخطاب العنيف الذي يتبناه ائتلاف الكرامة، أكد المليكي أن ما شهده البرلمان خلال السنتين الأخيرتين ( فترة رئاسة الغنوشي ) هو محاولة من حركة النهضة لتحويل مؤسسة سياسية سيادية مثل البرلمان إلى غرفة ثانية لأجندة الحزب الإخواني.
وبيّن النائب أن أسلوب حركة النهضة "هو المغالبة والتهديد، وهي ثنائية أغرقت تونس في الصراعات السياسية التي انعكست على الوضع الصحي العام للبلاد"، مشيرا إلى ضرورة أن تتحمل جميع التيارات السياسية المسؤولية لمقاومة "دكتاتورية " راشد الغنوشي في مجلس نواب الشعب.
"وصمة عار"
واعتبر أن العنف الذي تعرضت له رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي منذ أسبوعين، وصمة عار على البرلمان الذي يترأسه الغنوشي ، مؤكدا أن كل مظاهر العنف البرلماني كانت بمباركة من رئيس حركة النهضة.
وعن التعويضات التي طالب بها الإخوان في ذروة تفشي فيروس كورونا، قال المليكي إن "هذه التعويضات التي سيحصل عليها أبناء حركة النهضة، أكبر عيب، خاصة في ظل الوضع الصحي والاقتصادي الهزيل لتونس".
مخاتلة اخوانية
وكانت حركة النهضة قد طرحت تشكيل حكومة سياسية برئاسة هشام المشيشي، تقطع مع تركيبة "التكنوقراط " الحالية، وقد اعتبرها متابعون أنها مناورة لكسب الوقت والإفلات من تحمل المسؤولية في الفشل العام للاقتصاد.
وعن هذه المبادرة أكد المليكي أنها "مجرد مخاتلة من حركة النهضة؛ إذ لا معنى لحكومة يرأسها رئيس حكومة ضعيف وفاشل" على حد تعبيره، مؤكدًا بأن حركة النهضة متمسكة بهشام المشيشي "لأنه في صراع مع قيس سعيد".
وحاتم المليكي هو سياسي تونسي صعد إلى البرلمان في انتخابات سنة 2019، كعضو في حزب قلب تونس، قبل أن يستقيل منه أوائل 2020، بعد تحالف نبيل القروي رئيس الحزب مع الإخوان.