«جرانتي العزيزة».. مسرحية تتناول تحولات السياسة في تونس منذ الاستقلال
التقى عشاق المسرح في تونس بعرض مسرحية "جرانتي العزيزة" للمخرج التونسي الفاضل الجزيري، وهو عمل يجمع بين الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، من إنتاج المسرح الوطني التونسي والمركز الثقافي "يجربة" ومسرح "أوبرا تونس"، ومن سينوغرافيا وإخر
يشارك في بطولة المسرحية إشراق مطر وسليم الذيب، إلى جانب العازفين لطفي السافي (التشيللو)، إلياس بلاغي (البيانو)، ومهدي ذاكر (الكمان).
وتتناول القصة حكاية عازف الكمان ماهر، الذي يوشك على التقاعد بعد مسيرة حافلة في فرقة الإذاعة الوطنية وخارجها، حيث يستعرض خلال ساعتين التحولات السياسية التي مرت بها تونس منذ الاستقلال عام 1956 وحتى اليوم، إلى جانب التطورات الفنية التي شهدتها البلاد.
تجسد المسرحية تداخل الفن بالسياسة، إذ يطرح الجزيري تساؤلات حول حرية التعبير، ودور الفنان في مجتمعه، وأهمية الاعتراف بالإبداع. وتعكس "جرانتي العزيزة" دلالة خاصة في الثقافة التونسية، حيث يُطلق على آلة الكمان أو "الكمنجة" اسم "جرانة"، ما يجعل العنوان ترجمة لمشاعر البطل تجاه آلته الموسيقية، أي "كماني العزيز".
وصف الجزيري المسرحية بأنها توثيق حيّ للحظات مفصلية في تاريخ المجتمع التونسي، حيث تتلاقى الموسيقى بالمسرح، مؤكدًا لـ"العين الإخبارية" أن العمل ليس مجرد مسرح غنائي أو تقليدي، بل تجربة تفاعلية تجعل الجمهور جزءًا من الحدث المسرحي.
وأوضح أن الفكرة بدأت قبل خمس سنوات عندما طلب منه صديق إخراج عرض "وان مان شو"، لكنها تطورت لتأخذ شكلها الحالي.
وأشار الجزيري إلى أن آلة الكمان تؤدي دورًا أساسيًا في المسرحية، لا باعتبارها أداة موسيقية فحسب، بل كصوت يعبر عن حال المجتمع.
كما كشف عن مشروع جديد بعنوان "الهلالية"، مستوحى من قصة "الجازية الهلالية"، في إطار رؤية حديثة لاستكشاف الموروث التونسي.
يُعد الفاضل الجزيري من أبرز المخرجين التونسيين، حيث رسم مسارًا متفردًا يجمع بين المسرح والموسيقى والسينما.
قدّم وأنتج أفلامًا مثل "ثلاثون" و"قيرة" و"خسوف"، كما أخرج عروضًا كبرى منها "النوبة"، "نجوم"، "زازا"، و"المحفل"، بالإضافة إلى مسرحيات مثل "ثورة صاحب الحمار"، ومشاركته في أعمال بارزة منها "عرب" و"غسالة النوادر".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIwMyA=
جزيرة ام اند امز