السياحة التونسية تدرّ 2.7 مليار دولار وتكسر حاجز 11 مليون سائح في 2025

تراهن الحكومة على قطاع السياحة كمحرك حيوي للاقتصاد، نظرا لما يمثله من مساهمة تتراوح بين 7 و8% من الناتج المحلي الإجمالي.

وارتفعت العائدات السياحية في تونس بنسبة 6.3% منذ بداية العام وحتى 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، لتناهز 7.9 مليار دينار، أي ما يعادل 2.7 مليار دولار، وفق إحصاءات وزارة السياحة ومؤشرات البنك المركزي التي نُشرت الأحد.

واستقبلت تونس أكثر من 11 مليون سائح، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي تحقق سنة 2019، وكان في حدود 9.4 مليون سائح، قبل أن يشهد القطاع انتكاسة عقب تفشي فيروس كورونا خلال الفترة الممتدة بين 2020 و2022.

• تونس تتألق في الشتاء.. أرقام قياسية للسياحة وسط ثلوج طبرقة وعين دراهم

كما نما قطاع الفنادق والمطاعم بنسبة 7.1%، مدفوعًا باستقرار الوضع الأمني وتنوّع العرض السياحي، الذي شمل السياحة الإيكولوجية والطبية، فضلًا عن سياحة الشواطئ، وفق الإحصاءات نفسها.

وقال الخبير في الشأن السياحي، وائل المناعي، إن السياحة تُعدّ ورقة رابحة تراهن عليها الحكومة لتعزيز مواردها، وتحريك عجلة النمو، وتخفيف حدة الديون.

وأكد، في تصريح لـ«العين الإخبارية»، أن السياحة تُعتبر أحد أهم القطاعات لمواجهة أزمة الديون التونسية، التي تبلغ نحو 40 مليار دولار، مع توقعات بسداد أقساط بقيمة 5.7 مليار دولار في نهاية عام 2025، وهو ما يعادل نصف الدين العام.

وأفاد بأن السياحة في تونس تمتلك مقومات قوية لتكون أحد محرّكات النمو الاقتصادي في السنوات المقبلة، خاصة مع بروز أنماط جديدة، كالسياحة الاستشفائية، والسياحة البديلة، والسياحة البيئية.

وأشار إلى أن تحقيق هذه الطموحات يتطلب إصلاحات هيكلية عميقة، وتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات، إلى جانب تكثيف الترويج الدولي للوجهة التونسية.

من جهة أخرى، أعلن المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، محمد المهدي الحلوي، أن وزارة السياحة لا تركّز فقط على الأرقام، رغم بلوغ تونس عتبة 11 مليون سائح لأول مرة قبل نهاية السنة، مع تسجيل نسب حجوزات مرتفعة خلال العطلة الشتوية ورأس السنة، بلغت في بعض المناطق السياحية نحو 90 بالمئة، خاصة في مدن الحمامات وجربة والساحل والجنوب التونسي.

كما أشار إلى تسجيل حركية ملحوظة للسياحة العائلية والرياضية والصحراوية، مدعومة بإعادة فتح عدد من النزل في بعض المناطق، ما يعكس عودة الثقة في الوجهة التونسية وتحسّن نسق النشاط السياحي.

وأكد أن الاستعدادات متواصلة، مع تعزيز المراقبة والمتابعة لضمان جودة الخدمات السياحية واحترام المعايير المعتمدة، بما يليق بصورة السياحة التونسية.