بالصور.. تونسيات في الملاهي الليلية والحانات لاحتراف الـ"دي جي"
تقول تونسيات كثيرات إن العمل حتى ساعات متأخرة من الليل في الملاهي الليلية والحانات ليس سوى جزء بسيط من الصعوبات أمام طريقهن الجديد.
وتُقبل تونسيات، يقلن إنهن مستبعدات منذ زمن من عالم الموسيقى الإلكترونية، على التعلم في أكاديمية محلية للتدريب على تشغيل وتنسيق الأسطوانات الموسيقية (دي جيه) على أمل الحصول على فرصة تساعدهن في بدء مسيرة مهنية في المجال الإبداعي.
و تقول طالبات ومعلمات كثيرات إن عدم توافر التدريب يضاف إلى الصعوبات التي تعترض طريقهن منذ سنين، وإن ذلك كان ضمن أسباب تأسيس الأكاديمية.
تدرب أكاديمية الدي جي للنساء (لو فبريكا) الطالبات، وتمنحهن الخبرة العملية علاوة على الأطر النظرية لمحاربة الصور النمطية حول هذا العمل باعتباره مهنة لا يمارسها سوى الرجال.
وقالت هيفاء بازديا، وهي من مؤسسي أكاديمية لو فبريكا: "في إحدى المرات لن أنساها أبدا عندما نزلت بعد أن قمت بعرضي.. استوقفني شخص وقال لي بالنسبة لفتاة أنت تنسقين الأغاني بشكل جيد.. فهو يقول عندما يرى فتاة خلف جهاز التنسيق فهو ينتظر أقل من المأمول.. لكن بالنسبة لفتاة لقد فاجأتني، بالنسبة لي هذا الأسلوب يحزنني لماذا لأنني فتاة تنتظر مني أن أكون أقل من الرجال الذين سيقومون بعرضهم بعدي ومن المفروض أن نعتبر فنانين متساوين".
وأضافت "عمل منسقة أغاني في تونس بالنسبة للنساء نجد جانبين.. جانب سيء وجانب جيد.. مثل كل مجالات العمل التي يمكن أن نقول إنها مخصصة للرجال لأنه عمل ليلي ولأن هذا المجال صعب، ليس بالسهل للنساء أو للرجال العمل في الليل، في الحانات أو الملاهي الليلية".
ومضت قائلة "لقد عانيت مع عائلتي من بعض الضغوط الاجتماعية، لكنني محظوظة لأن لي عائلة رائعة تدعمني طوال الوقت. احترموا خياراتي ودعموني في كامل مسيرتي المهنية.. بالنسبة إلى اختيار المرأة للعمل في هذا المجال الذي يعتبر حكرا على الرجال، فنحن نحتاج فقط إلى التعليم ومحاولة تغيير العقليات .. النساء أصبحن يملكن الثقة في أنفسهن أكثر وأصبحن يحببن العمل في هذه المجالات والتي كن في الماضي يتخوفن منها، ولكن الجميل في هذا الشيء أن النساء عندما يرين أن هناك نساء قد أصبحن منسقات أغاني وأردن أن يعملن في الليل فهذا يصبح مشجعا لأخريات وهذا شيء جيد".
وفي الشهر الماضي، وفي إطار فعاليات دولية على مدى 16 يوما لمكافحة العنف القائم على النوع، اختارت لو فبريكا 16 طالبة لتقديم عروض أداء عبر الإنترنت لزيادة الوعي بالمساواة والقضاء على العنف ضد المرأة.
وقالت الدي جيه التونسية ألفة عرفاوي والمؤسسة المشاركة في لو فبريكا "أطلقنا حملة 16 منسقة أغاني ضد العنف، وهي عبارة عن مهرجان رقمي بث على صفحة لو فبريكا. لقد أردنا إعطاء دور لفنانات الأكاديمية لتعبيرهن عن رفضهن لكل أشكال العنف".
بدأت ألفة عرفاوي العمل في هذا المجال سنة 2017 ومن حسن حظها عثرت على تدريب في تونس ينظمه معهد جوته الألماني.
ولكن بعد انتهاء البرنامج، قالت عرفاوي إنها لم تتمكن من العثور على مكان يمكن للفتيات من خلاله تطوير مهاراتهن وتعلم تقنيات موسيقية جديدة.
وتقول ألفة "الذي أردنا أن نقوله إن النساء تعترضها صعوبات أكبر عندما تريد الدخول لمجال الموسيقى الإلكترونية أو الفن بصفة عامة.. صعوبات متمثلة في إمكانية الولوج للتكوين، المعلومات أو الإمكانيات".
وقالت خولة برناد، إحدى المشاركات في الدورات التي تنظمها أكاديمية الدي جيه للنساء: "عندما قررت أن أصبح منسقة أغاني وأردت أن أدرس هنا في هذه الأكاديمية وجدت صعوبات.. هناك من لا يفهمك.. هناك من يقول ما هذا الشيء الذي تريد أن تفعله ولكن لا ننسى الناس (الطيبين) الذين يشجعونك دائما ويقولون نعم ما تفعله (شيء) جيد... فليس لدينا عدد كبير من منسقي الأغاني نساء لا نعرف غير الرجال، يشجعونني لأواصل وأحقق حلمي".
وفي صورة من صور الاحتجاج على المشهد الموسيقي، أطلقت عرفاوي مع زميلتها ريم شرفي في عام 2018 منصة موسيقية -وهي مبادرة مستقلة - لتأسيس أول أكاديمية دي جيه للنساء في تونس ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
لا تزال قضية العنف ضد المرأة تشعل مساحة كبيرة من الاهتمام في تونس، رغم صدور قانون في 2017 ينص على توقيع عقوبات على التحرش بجميع صوره. وجرى تسجيل ما يقرب من 65 ألف شكوى في عام 2019، بحسب أحدث إحصاءات وزارة المرأة.
ودربت أكاديمية الدي جيه التونسية 50 طالبة في تونس منذ إنشائها وتوسعت إلى مناطق أخرى في البلاد.