"الفخفاخ" يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة التونسية

ترشيح الفخفاخ أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية التونسية، وسط مؤيد ومعارض.

تنطلق، الخميس، مشاورات تشكيل الحكومة التونسية مع الأحزاب السياسية الممثلة برلمانيا، وسط حالة من الترقب وتباين المواقف.

• مصادر لـ"العين الإخبارية": الرئيس التونسي يعتزم تغيير مستشاريه
• إلياس الفخفاخ.. تكنوقراط يحاصر إخوان تونس بسلاح ليبرالي

وقالت سيرين الشريف رئيسة الفريق الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية المكلف إلياس الفخفاخ، إن المشاورات الحكومية ستنطلق الخميس. 

وأثار تعيين الفخفاخ ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية التونسية، ففي حين استبشر حزبا تحيا تونس، والتيار الديمقراطي بقرار التكليف، اعتبر الحزب الدستوري الحر تكليف الفخفاخ تكريسا لسياسة الخراب الاقتصادي التي أرستها حكومات الإخوان.

وفي وقت سابق، قالت عبير موسي، رئيسة الحزب في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن حزبها "لا يشارك في أي حكومة تضم عناصر من الإسلام السياسي، وإلياس الفخفاخ كان جزءا من حكومة الترويكا، وهو المسؤول الأول عن ارتفاع نسب المديونية في تونس، ورهن القرار الوطني لصندوق النقد الدولي".

وينقسم الإخوان حول شخصية الفخفاخ، ففي الوقت الذي لم تعلن فيه بعد حركة "النهضة" عن موقف رسمي من تعيين إلياس الفخفاخ، قالت ذراعها في البرلمان "ائتلاف الكرامة" إن تعيينه جاء بإملاءات نفذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الرئيس قيس سعيد.

وانتقدت قيادات ائتلاف الكرامة -ذي التوجه الإخواني- ما سموه الأفكار العلمانية لرئيس الحكومة المكلف، على خلفية إعلانه خلال فترة ترشحه للرئاسة في سبتمبر/أيلول إيمانه بالمساواة بالميراث وبحقوق الأقليات الجنسية وبضرورة الفصل بين الدين والسياسة.

كما أكد المحامي والناشط السياسي فتحي بوزقرو أن فرضية فشل إلياس الفخفاخ في كسب ثقة البرلمان ستنزلق بتونس نحو المجهول، خاصة أن تكلفة إعادة الانتخابات باهظة ماديا وسياسيا.

وبلغت تكلفة الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفارطة نحو 400 مليون دولار، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تواصل الفراغ على رأس السلطة التنفيذية عامل منفر للمستثمرين الأجانب، وللهيئات المالية الدولية، ويضرب ثقة الأسواق العالمية بالاقتصاد.

ويعتقد أن فرضية حل البرلمان ستطيل أمد الأزمة السياسية في ظل التضاد الصارخ بين مكونات المشهد السياسي المنقسم بين طبقة ذات توجه ديني متطرف، وأخرى ذات رؤية تحررية للمجتمع والدولة.