"الكامور" التونسية على صفيح ساخن والسبب.. "كذب الإخوان"
الغضب يتصاعد بالمحافظة الواقعة جنوبي تونس على خلفية فض نقاط اعتصام المتظاهرين بالقوة
تتواصل في مدينة تطاوين التونسية المواجهات وحالة الكر والفر بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بتطبيق اتفاق موقع قبل 3 سنوات مع حكومة الإخوان في البلاد.
تصاعد للغضب يأتي في إطار احتجاجات تشهدها، منذ فترة، منطقة "الكامور" بالمحافظة الواقعة جنوبي تونس، قبل أن تتوسع ،الأحد، على خلفية فض نقاط اعتصام المتظاهرين، بالقوة، في عدد من مناطق المحافظة، وصولا إلى مركزها مدينة تطاوين.
وردا على التعامل "القمعي" من قبل قوات الأمن مع المعتصمين، بحسب المحتجين، وتوقيف 11 منهم بينهم الناطق الرسمي باسم الاعتصام طارق الحداد، قرر المتظاهرون تنفيذ مسيرة احتجاجية ، غير أن قوات الأمن واجهتها بالغاز المسيل للدموع بعد إغلاقهم المنافذ المؤدية للمحافظة وإشعال العجلات المطاطية.
التنمية والتشغيل.. حق
ورفع المحتجون منذ بداية مظاهراتهم قبل سنوات شعار "التنمية والتشغيل.. حق"، حيث يطالبون بتنمية المحافظة التي تزخر بمخزون كبير من النفط والغاز، بما يمكن من توفير مواطن شغل لشبابها العاطل عن العمل.
وفي 2017، وقعت "تنسيقية الكامور"، الممثل عن المحتجين، اتفاقا مع الحكومة نص على رصد ما يعادل نحو 27 مليون دولار للاستثمار، وامتصاص البطالة، وانتداب 1500 عاطل عن العمل في الشركات النفطية، و500 آخرين في شركة حكومية.
وحينها، كانت حركة النهضة الإخوانية مهيمنة على تركيبة حكومة يوسف الشاهد التي أغدقت على سكان المحافظة وعودا بالمحافظة والإلتزام بتطبيق بنود الاتفاق.
غير أن عامين انقضيا دون أن يحصل المحتجون على أي تفعيل لبنود الاتفاق، وتحول غضب المحتجين إلى حالة احتقان ، فغليان ومظاهرات، ومع إقتراب الحملة الانتخابية التشريعية والرئاسية في 2019، عادت الحركة الإخوانية إلى تدوير الاتفاق وجددت وعودها السابقة.
لكن، انقضت الانتخابات أيضا، وحقق الإخوان هدفهم بامتصاص الغضب الشعبي في منطقة يتباهون بأنها خزان انتخابي مضمون لحزبهم، فحصدوا الأصوات، فيما بقيت مطالب المحتجين معلقة.
معالجة أمنية غير متناسبة
ضو الغول، عضو تنسيقية اعتصام الكامور، اعتبر أن تصعيد الاحتجاجات يأتي من منطلق عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها.
وقال الغول، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن قوات الأمن فضت نقاط الاعتصام الموجودة منذ أشهر في عدة مناطق بالمحافظة، بالقوة، ما يبعث برسالة تؤكد أن السلطات تنصلت من وعودها الموثقة، وتفضل المعالجة الأمنية.
وشدد الغول على أن المحتجين لن يتخلوا عن مطالبهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات، مؤكدا أن مسيراتهم متواصلة حتى تطبيق "اتفاق الكامور".
من جانبه، دعا فرع الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة عمالية بالبلاد، إلى إضراب عام بالمحافظة، الإثنين، تنديدا بالتدخل الأمني ضد معتصمي "الكامور"، وتعبيرا عن التمسك بعقد مجلس وزاري في أقرب وقت.
كما احتجت المنظمة، في بيان، على توظيف الجهاز الأمني والقضاء في معالجة القضايا الاجتماعية والمس من مصداقية المنظمة الشغيلة وإجهاض دورها في ربط قنوات التواصل بين المعتصمين والحكومة.
الإخوان يتهاوون بأهم معاقلهم
المحلل السياسي التونسي لزهر دقنيش، رأى أن ما يحدث في تطاوين ليس سوى تمظهر منتظر لتنصل الحكومة والتفافها على اتفاق وقعته مع المحتجين.
وتابع دقنيش، لـ"العين الإخبارية"، أن النهضة، باعتبارها المهيمنة على الحكومة السابقة، والشريك بالائتلاف الحاكم حاليا، خسرت أهم معاقلها الانتخابية، وهي محافظة تطاوين.
ولفت إلى أن معظم سكان المحافظة صوتوا، خلال الانتخابات الماضية لحركة النهضة وحليفها "ائتلاف الكرامة"، بعد أن وعدتهم بتحسين ظروفهم الاجتماعية، مرجعة تنصلها من وعودها السابقة إلى خلافات سياسية.
وأضاف مستدركا: "لكن هذه المرة، ومع بلوغ درجة الاحتقان إلى هذا الحد، فأعتقد أنه من الصعب أن تجد النهضة منفذا أو هامشا للمناورة، وستجد نفسها مضطرة لتحمل فشل كانت في معظم الأحوال تصدره للإئتلاف الحكومي".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA==
جزيرة ام اند امز