تونسيون عن حديث وجدي غنيم حول وفاة السبسي: تركيا مسؤولة
الأئمة الزيتونيون يعدون بيانا للرد على هذا الإخواني الإرهابي، حيث وصفوه بـ"المريض"
في اعتداء على قداسة الموت، مثّل الخطاب الإخواني الإرهابي لوجدي غنيم حول وفاة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي "فضيحة" لدى التونسيين.
هذا السياق التكفيري جعل العديد من المنظمات المدنية تتحرك ضد التصريح، حيث اعتبروه تجاوزا من الدولة التركية التي تحتضن وجدي غنيم على أمن تونس الثقافي والسياسي والسيادي.
رد فعل قوي
وإزاء الخطاب الإرهابي لغنيم ضد تونس وشعبها ورئيسها الراحل، قال الإمام الزيتوني محمد المنصف الغويلي، لـ"العين الإخبارية"، إن تصريحات غنيم يجب أن تجد رد فعل قويا من الحكومة التونسية، يتجاوز البيانات الرسمية والتنديدات التي ليس لها مضمون فعلي، مؤكدا أهمية أن يتولى جامع الزيتونة من خلال أئمته الرد على هذه الشخصية التي شوهت الإسلام، وأسهمت في زرع الإرهاب في المنطقة العربية والإسلامية.
وأضاف أن عددا من الأئمة الزيتونيين يعدون بيانا للرد على هذا الإخواني غنيم الذي وصفه بـ"المريض"، مشيرا إلى أن تعاليم الإسلام توصي بالتسامح وليس المغالاة في الدين كما يفعل غنيم ومن يناصره ويتبعه.
وعلى الرغم من أن الحكومة التونسية أصدرت قرارا في هذا الغرض يمنع وجدي غنيم من دخول تونس، إلا أن عددا من نشطاء السياسة في تونس عبروا عن تنديدهم لاحتضان الدولة التركية هذا الإرهابي واعتبروه جزءا من امتدادات حركة النهضة في الخارج، التي لا تعمل إلا على استهداف خصوم الإسلاميين.
من جانبها، قالت فضيلة بلخيرية الناشطة في الحزب الجمهوري "ليبرالي"، لـ"العين الإخبارية"، إن الدولة التركية سمحت في أكثر من مرة لهذا الشخص أن يتكلم على أراضيها بالسوء عن قيادات تونس وأمن تونس دون مراعاة للقواعد الدبلوماسية والعلاقات الخارجية للدول، مؤكدة أن وجدي غنيم هو شخصية إخوانية استغلت وجود الإخوان في تونس للاعتداء على زعمائها ومنهم الباجي قائد السبسي.
وقد عرف قائد السبسي مؤسس حزب نداء تونس سنة 2012 أنه أكثر الشخصيات الرافضة للإخوان، خاصة بعد القطيعة التي أعلنها مباشرة في شهر مايو/أيار 2018.
وعللت بلخيرية تطاول الإخوان على الشأن التونسي إلى صمت الأحزاب التونسية تجاه هذا السرطان الإرهابي المدعوم أساسا من قطر وتركيا، معتبرة أن وزارة الخارجية لا بد لها أن تستدعي السفير التركي في تونس، حيث لا يحق لأي دولة أن تفتح أرضيها لمهاجمة سيادة الدول الأخرى.
النهضة السبب
بدوره، أكد ياسر حمدي القيادي بحزب العمال اليساري الذي يترأسه المرشح الرئاسي حمة الهمامي في تصريحات، لـ"العين الإخبارية، أن للإخوان لوبيات في تونس تعمل في نفس المنحى السياسي لوجدي غنيم، وتتمثل أساسا في حركة النهضة التي سمحت له سنة 2012 بالدخول إلى تونس وإقامة خطبة بأحد الجوامع بالعاصمة.
وحمل حمدي الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي مسؤولية ما اقترفه وجدي غنيم، حيث استقبله في يونيو/حزيران 2012 في قصر الرئاسة وأعطاه تشريفا بروتوكوليا.
وقامت الصفحات الإخوانية الرسمية في تونس على شبكة التواصل الاجتماعي بمساندة غنيم، ولم تبد أي اعتراض على تصريحاته، حسب العديد من المراقبين للمشهد التونسي.
ووصف الباحث الإسلامي أنس الشابي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، حركة النهضة بأنها "نبتة" أجنبية لا علاقة لها بتونس الوطن والتاريخ، وهي "نحلة" بقيت غريبة عن عبق الأرض التونسية وريحها، معتبرا أن الحركة الإسلامية في تونس لم تنضج بعد ولم تتخل عن أصولها الإخوانية كما تدعي.
وأشار إلى أن الشخصيات الإخوانية، في صفحات فيسبوك، كانت ضمن حملة تشويه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذين عارضوه حيا وشوهوه ميتا.
وأحدث تصريح وجدي غنيم حالة من الامتعاض لدى الكثير من التونسيين الذين وصفوه "بالمعتوه" و"المريض"، حيث قام العديد من المدونين في تونس بهجمة إلكترونية على الصفحة الرسمية لوجدي غنيم مما اضطر موقع فيسبوك لحجبها.
المدون التونسي صبري الملوح أكد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مئات المدونين تجندوا لإغلاق صفحة الإخواني غنيم لأن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لا يستحق التشويه، خاصة أنه كان صدا منيعا ضد كل الإرهابيين.
وأشار إلى أن أي شخصية إخوانية تقوم بتشويه القيادات الوطنية ستجد نفس مصير صفحة وجدي غنيم الإرهابية.